افتتحت مساء الأربعاء 09 أكتوبر الجاري، فعاليات المعرض المغاربي للكتاب «آداب مغاربية» في نسخته الثالثة بحضور عدد مهم من المثقفين والأدباء المغاربة والأجانب من دول المغربي العربي وأوربا وآسيا، زيادة على إفريقيا في شخص ضيف شرف الدورة دولة الكامرون. في كلمته الافتتاحية تحدث محمد لمباركي، رئيس المعرض المغاربي للكتاب، عن السيرة الذاتية لمدينة وجدة مبرزا بأن هذه السيرة تعززت مؤخرا بحدثين هامين حظيا بالرعاية السامية للملك محمد السادس، حيث دون التاريخ وجدة عاصمة الثقافة العربية، ثم المعرض المغاربي للكتاب «الذي نريد أن يصبح فضاء علميا ديموقراطيا حرا ومسؤولا يضاف إلى هذا الماضي العريق للمدينة الألفية». وأضاف لمباركي في كلمته بأن المنظمين لهذا الحدث الثقافي يسعون من خلال هذا المعرض إلى إغناء ماضي المدينة في الحاضر، وإيصاله لمستقبل أفضل ومن هنا جاء شعار الدورة الثالثة «الإيصال من جيل إلى جيل»، مبرزا بأن «آداب مغاربية» عزز الحقل الثقافي المغربي لمعالجته مواضيع تهم الشباب في إطار المقاربات الكونية. ونيابة عن كل من والي جهة الشرق، رئيس مجلس جهة الشرق، رئيس جامعة محمد الأول ورئيس جماعة وجدة، قدم رئيس المعرض المغاربي للكتاب كلمة موجزة، أكد من خلالها على أهمية تعزيز وتطوير القيم والثقافات واللغات والقناعات الموروثة عن الأجداد من أجل إيصالها بكل نضج وذكاء «لأن الإيصال بدون إبداع يؤدي إلى الانغلاق، والانغلاق المستمر يؤدي إلى التطرف، ومحاولة الإيصال بدون إقناع غالبا ما تؤدي إلى الرفض». وبدوره قدم المدير الجهوي لوزارة الثقافة كلمة أبرز من خلالها سعي وزارة الثقافة ، إلى جانب شركائها وعلى رأسهم وكالة تنمية الشرق، عبر تنظيم المعرض المغاربي للكتاب الذي وصفه ب»الحدث الثقافي الهام»، (سعيها) إلى إضفاء ديناميكية جديدة على قطاع الكتاب والقراءة والنشر، مبرزا بأنه «ليس من الهين أن يلتئم 300 كاتب وناشر وأكاديمي من آفاق مختلفة من أجل رسالة نبيلة، دون أن يغيب عن الأذهان حضور إفريقيا التي تكرم جريا على العادة من خلال حضور دولة الكاميرون ضيف شرف». وتحدث عن الدورتين السابقتين للمعرض المغاربي للكتاب، مشيرا إلى أنهما مكنتا من مساءلة الرؤى المتعددة للكون وتفسيرها في قلب فضاء نادي الثقافات المتعددة، كما تطرق إلى الدورة الثالثة مشيرا إلى تنوع المتدخلين واختلاف الآفاق التي حجوا منها من أجل إيصال صوت منطقة المغرب العربي وخصوصيته في ظل عالم تكاد العولمة تفقده خصوصياته. المدير الجهوي تطرق أيضا الى «الإيصال» الذي تم اختياره شعارا للدورة الثالثة من المعرض، مبرزا بأنه يعتبر إشكالية ذات بعد إنساني، حيث انطلقت الرغبة في التفكير في مغربنا العربي الكبير –يقول المتحدث- لنقل روعة إبداعاته إلى القارة الإفريقية والعالم بأسره، «وهو نقل يأتي أمام اصطدامنا في الألفية الثالثة بأزمة القيم التي يتعين علينا صقلها للتحضير للعيش المشترك في عصر الذكاء الاصطناعي والمهارات التي يتوجب نقلها في ظل تطور التكنولوجيات الحديثة»… هذا، وذكر المدير الجهوي لوزارة الثقافة بالشرق بأن الدورة الثالثة من معرض «آداب مغاربية» «ستشكل فضاء حرا يفسح المجال للمفكرين والكتاب والمبدعين للتعبير عن الطموح في تحقيق اختراق إيجابي للقيم التي ناضل أجدادنا من أجلها والتي يجب أن نرسخها لأبنائنا، «وما ذلك بالأمر اليسير ولكنه ليس بالمستحيل، فقد عرف العالم بأسره بأن الثقافة كانت ولاتزال السبيل الوحيد لإنقاذ عالمنا من عواصف لم تكن يوما في الحسبان». وجدير بالذكر أن معرض «آداب مغاربية» في دورته الثالثة يستضيف أكثر من 260 مفكرا ومثقفا من بلدان مختلفة زيادة على الكامرون ضيف شرف هذه الدورة، و40 ناشرا من بينهم 10 أجانب (المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا، مصر، الكويت، الإمارات العربية المتحدة، فرنسا، بلجيكا، الصين، الكامرون) وقد عرف تنظيم 36 مائدة مستديرة وندوات تتناول موضوع الإيصال من زوايا أربع تتمثل في المعارف، ما وراء الحدود، تقدير الترجمة ثم التراث ، زيادة على معارض تشكيلية وورشات للأطفال وأمسيات شعرية…