يقع مشروع مجموعة بروما الإيطالية لصناعة أجزاء السيارات بالمنطقة الصناعية الحرة الأطلسية قرب القنيطرة على مساحة 28 ألف متر مربع، وبني الشطر الأول من المصنع، والذي دشن أول من أمس، على مساحة 18 ألف متر مربع منها، ويرتقب أن تنطلق أشغال الشطر الثاني على المساحة المتبقية خلال العام المقبل. وأوضح نيكولا جيورجيو بينو، رئيس مجموعة بروما الصناعية، أن هذا المصنع يعتبر ثاني مصنع للمجموعة الإيطالية بالمغرب، مشيرا إلى أن أول استثمار للمجموعة الصناعية خارج إيطاليا، منذ إنشائها خلال الثمانينات، كان في المغرب سنة 1997، عندما فتحت مصنعا لأجزاء السيارات في الدارالبيضاء لتموين الشركة المغربية لصناعة السيارات صوماكا. وأضاف قائلا "اليوم أصبحت مجموعة بروما تضم 24 مصنعا في مختلف أنحاء العالم، وتحتل موقعا رياديا في مجال تصنيع أجزاء السيارات. ونحن نعود للاستثمار في المغرب بطموحات وتطلعات كبيرة". وأشار بينو إلى أن إنتاج المصنع الجديد، الذي لن يكون الأخير إذ تخطط المجموعة لبناء مصنع ثالث بالمغرب، سيوجه لتموين مصانع بوجو ورونو بكل من القنيطرة وطنجة، بالإضافة إلى عدد من مصانع أجزاء السيارات في المغرب وإسبانيا. وتقدر قيمة الصادرات المرتقبة للصنع بحوالي 250 مليون درهم في السنة خلال المرحلة الأولى. ومن جانبه أوضح ريمي كابون، مدير عام بوجو سيتروين المغرب، أن المصنع الجديد لمجموعة بروما الإيطالية في القنيطرة يعد من مصانع الجيل الجديد لأجزاء ومكونات السيارات. وقال إن ما يميز هذا المصنع هو تقنيته العالية إضافة إلى اندماجه، إذ بخلاف العديد من مصانع المكونات يشمل العديد من الأنشطة المتكاملة وذات المكون التكنولوجي العالي. وأضاف "لذلك فإن هذا المصنع العالي التكنولوجيات سيساعدنا في الرفع من نسبة اندماج الصناعة المغربية للسيارات، إذ أنه سيزودنا بشكل مباشر وغير مباشر، كونه أيضا سيمون العديد من صانعي أجزاء ومكونات السيارات الذين يزودوننا". وأشار مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والاستثمار والتجارة، إلى أن المصنع الجديد سيخلق 121 منصب شغل فقط. غير أن قيمته من حيث التكنولوجيا، وأيضا وقع على التشغيل غير المباشر، سيكون كبيرا، مشيرا إلى الآفاق الجديدة التي يفتحها للصناعة المغربية سواء كزبون أو كممون. وأوضح العلمي أن قيمة الاستثمار في الشطر الأول من المشروع بلغت 320 مليون دولار. وقال "لقد تم بناء المصنع في ومن قياسي جدا، إذ لم يتجاوز ستة أشهر. وسنبدل جهدا أكبر حتى نتمكن من بناء المصنع المقبل في خمسة أشهر فقط". ونوه العلمي بانطلاق تشغيل مصانع بوجو في القنيطرة، والتي لعبت دور القاطرة في تنمية المنظومة الصناعية للسيارات بالمنطقة. وقال "نحن سعداء لأن نسبة الإندماج في السيارات الأولى التي خرجت من مصنع بوجو في القنيطرة ناهزت 60 في المائة، ونتطلع لتحقيق الهدف الذي التزمت به بوجو، إلا وهو 80 في المائة". مشيرا إلى أن الاستثمار الإيطالي يشكل خطوة مهمة في اتجاه تحقيق هذا الهدف. وأشادت باربارا بريغاتو، سفيرة إيطاليا في الرباط، من جهتها بجاذبية المغرب للاستثمارات الصناعية، خصوصا في مجال صناعة السيارات، مشيرة على الخصوص إلى عامل الاستقرار الذي يوفره المغرب إضافة إلى آفاق النمو الاقتصادي التي تعتبر الأجود على صعيد الشمال الإفريقي. وأشارت السفيرة إلى الاهتمام المتزايد للمستثمرين الإيطاليين بالمغرب، والتوسع الذي تعرفه التجارة البينية بين البلدين، والتي قالت إنها عرفت ارتفاعا بنسبة 10 في المائة خلال 2018، وتتوقعا أداء أفضل في 2019. وأشارت السفيرة إلى أن إيطاليا رابع زبون وخامس ممون للمغرب وتطمح إلى تحسين هذا الترتيب وأنها تشجع جميع المبادرات التي تصب في هذا الاتجاه.