رفض فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التعليق على قرار الناخب الوطني هيرفي رونار تعويض المهاجم عبد الرزاق حمد الله بعبد الكريم باعدي، لاعب حسنية أكادير. واعتبر فوزير لقجع، في اتصال هاتفي مع الجريدة صباح أمس الجمعة، أن الأمر شأن يهم الطاقم الطبي للمنتخب الوطني، محيلا إيانا على الدكتور عبد الرزاق هيفتي، الذي ربطنا به الاتصال على الفور، لكن هاتفه كان مغلقا. ولكشف خيوط القضية، حاولنا الاتصال بمحمد مقروف الناطق الرسمي بالجامعة، وفؤاد الزناتي، مدير المنتخبات الوطنية، غير أن هاتفيهما ظلا يرنان دون جواب، رغم أننا أعدنا المحاولة أكثر من مرة. وعممت الجامعة، بعد زوال أول أمس الخميس، بلاغا على موقعها الرسمي، أكدت فيه أن الناخب الوطني، هيرفي رونار، قرر توجيه الدعوة لعبد الكريم باعدي، لتعويض غياب عبد الرزاق حمد الله المصاب على مستوى الظهر والورك، والذي تبين للطاقم الطبي للمنتخب الوطني أنه لن يستطيع إتمام المعسكر، وبالتالي عدم المشاركة في نهائيات كأس إفريقيا. وأضاف المصدر ذاته، «أنه وحسب طبيب المنتخب المغربي، عبد الرزاق هيفتي، فإن حمد الله سيخضع لفحوصات دقيقة غدا الجمعة». وضاعف هذا البلاغ حجم الغموض الذي رافق مغادرة حمد الله لمعسكر المنتخب الوطني، وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات المرتبطة بالموضوع، التي تنوعت بين معارض لقرار اللاعب بترك معسكر المنتخب الوطني، لأن الواجب الوطني يقضي عدم التخلي عن القضية مهما كانت الظروف، فيما تعاطف قسط كبير من المحبين مع اللاعب المسفيوي، بل إن منهما من أطلق هاشتاغ « كلنا حمد الله»، سيما وأن مباراة غامبيا، التي جرت مساء الأربعاء عرت كثيرا من العيوب داخل النخبة الوطنية. وحسب مصادر مقربة من محيط المنتخب الوطني فإن اللاعب وجد نفسه معزولا داخل المجموعة، رغم أنه فرض نفسه بقوة على هيرفي رونار، بفعل أرقامه وأهدافه التي سجلها بألوان فريق النصر السعودي. وأشارت مصادرنا إلى أن واقعة ضربة الجزاء بينه وبين فيصل فجر لم تكن سوى النقطة التي أفاضت الكأس، لأنها كشفت وجود تيار نافذ داخل المنتخب يرفض كل ماهو جديد، بدليل استمرار أسماء أثبت الأيام والمباريات تراجع مستوياتها، لكنها حافظت على أمكنتها داخل المنتخب الوطني. ورغم كل ما أبداه حمد الله من تفاؤل مباشرة بعد توجيه الدعوة إليه من طرف هيرفي رونار، خاصة بعد المستويات الكبيرة التي قدمها مع النصر السعودي، إلا أنه عجز عن إيجاد مكان له داخل المجموعة، حيث شعر بالوحدة، قبل أن يختار في النهاية المغادرة، واعدا بكشف المستور عبر صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن يتراجع بطلب من أعضاء جامعيين، فشلوا في ثنيه عن قراره الذي اتخذه صباح الخميس، ولم ينفذه إلا في الزوال، بعد أن فشلت كل المساعي في احتواء الموقف. ومباشرة بعد مغادرته، عبر حمد الله في تدوينات مشفرة على صفحته بموقع الفايسبوك، عن اعتزازه بمغربيته، ولن يقبل بمزايدة أي كان على حبه للقميص الوطني، قبل أن يتمنى في تدوينة أخرى حظا موفقا للمنتخب الوطني في النهائيات القارية. ومن المنتظر أن يترك هذا الأمر أثرا على المجموعة الوطنية، ففضلا عن افتقاد سلاح هجومي فعال من طينة حمد الله، خاصة في ظل تراجع مستوى خالد بوطيب، إلا أنه قد يكون له انعكاس سلبي على اللاعبين، خاصة وأن تفاعلات الجماهير كانت سلبية، وحملت زملاءه مسؤولية ما وقع، لأنهم كانوا مطالبين بكسر الحواجز في وجهه، بدل القيام بتوسيع الهوة، ودفعه إلى اتخاذ قرار الرحيل.