ترسيخا لمجتمع المواطنة و الديمقراطية والمساواة، وتكريسا لمدرسة الإنصاف وتكافؤ الفرص، وتحت شعار»لا مستقبل مع الغش» ، نظمت المديرية الإقليمية عين السبع الحي المحمدي يوم الاثنين 13 ماي 2018 ندوة علمية حول ظاهرة الغش في الامتحانات بثانوية البارودي التأهيلية ، وذلك في إطار الاستعدادات الجارية لإنجاز مختلف العمليات المتعلقة بالامتحانات الإشهادية، أطرتها السيدة لطيفة لاماليف المديرة الاقليمية، إلى جانب الدكتور زكرياء فائد رئيس المجلس العلمي، والدكتورة في الطب النفسي حنان الجيرازي، وأستاذ التشريع الحسين هلال الحسين، والمفتش في التخطيط التربوي يوسف الخياط . حضر الندوة، مديرو المؤسسات التعليمية الإعدادية و المديرون التربويون للتعليم الثانوي التأهيلي مرفوقين بتلميذين عن كل مؤسسة ثانوية، وجمعيات أمهات وآباء التلميذات والتلاميذ وفدرالية جمعية أمهات وآباء التلميذات والتلاميذ وعينة من الأستاذات والأساتذة وجمعيات المجتمع المدني العاملة بالاقليم. وأوضحت المديرة الإقليمية في معرض كلمتها، أن اللقاء يأتي في إطار تفعيل المشروع المندمج رقم 9 في شقه المتعلق بتعزيز قيم المواطنة والديمقراطية ومكافحة الممارسات والسلوكات المشينة التي تسيء للمنظومة التربوية، وأيضا يشكل فرصة لخلق تعبئة مجتمعية لمناهضة الغش لتوفير المناخ التربوي الملائم لاجتياز الامتحانات الإشهادية بشكل يضمن مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص ويرسخ ثقافة الاستحقاق بين المترشحات والمترشحين، كما يهدف إلى تحصين الامتحانات من كل الممارسات المشينة التي تسيء إلى سمعة المنظومة، مع اعتماد مقاربة تربوية وقائية تغني عن اللجوء إلى قانون زجر الغش، كما أطلعت الحضور على الآليات الضرورية، وشددت على أهمية تضافر الجهود من أجل بلوغ الأهداف المرجوة والانفتاح على التلاميذ وعلى أمهاتهم وآبائهم وأوليائهم، وفعاليات المجتمع المدني، كما ذكرت بالسياق العام الذي تندرج فيه الندوة، وبأهمية الالتزام بالضوابط التربوية لاجتياز الامتحانات بعيدا كل البعد عن كل الممارسات والسلوكات التي من شأنها أن تعرضهم للعقوبات التأديبية والزجرية، مذكرة في الآن نفسه بالمجهودات التي تبذل وطنيا وجهويا في مجال دعم مصداقية الامتحانات الإشهادية بصفة عامة. وأضافت، بأن الندوة ستليها حملة إقليمية ستغطي كافة المؤسسات التعليمية، تروم خلق تعبئة شاملة، وذلك في إطار مقاربة تشرك كافة المتدخلين الأساسيين من أطر إدارية وتربوية، وجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ و التلميذات، والنقابات التعليمية، وفعاليات المجتمع المدني، والقطاعات الحكومية الشريكة ووسائل الإعلام، اعتبارا أن ظاهرة الغش تعتبر من أخطر المشاكل التي تواجهها المنظومة، حيث تسىء لمصداقية الشهادات المدرسية، وتخل بمبدأ النزاهة وتكافؤ الفرص بين المتعلمات والمتعلمين، وهو ما يفرض الحرص على أن تمر الامتحانات الإشهادية في ظروف شفافة ضمانا لتكافؤ الفرص باعتماد مقاربة تربوية وقائية تهدف توعية وتحسيس التلميذات والتلاميذ بخطورة الغش والعقوبات التأديبية والزجرية المترتبة عنه. وختمت كلمتها قائلة «هي مسؤولية مجتمعية تتطلب تضافر الجهود من أجل بلوغ الأهداف المرجوة والانفتاح على التلاميذ وعلى أمهاتهم وآبائهم وأوليائهم، وفعاليات المجتمع المدني، ووضع خطة تواصلية لمواكبة الحملة التحسيسية لمناهضة الغش ولضمان تعبئة قادرة على تحقيق النتائج المرجوة. هي مسؤولية مجتمعية، لأنها تتطلب تداول الأفكار والإنصات، لأنها ظاهرة معقَّدة يتداخل في تكوينها ما هو سوسيو- ثقافي واقتصادي وسياسي وقانوني، ولأنها ظاهرة جزئية في إطار كلّ مجتمعي، بما فيه من أخلاق وسلوكات وقيم. هي مسؤولية مجتمعية، لأننا نعي خطورتها على مستقبل تلاميذتنا، وخطورتها على مصداقية امتحاناتنا وشهاداتها، وخطورتها على مصداقية وقيمة شبابنا ركيزة هذا الوطن ومستقبله. ولأننا نعتبرها مسؤولية مجتمعية، فإننا لا نريد تحويل هذه الندوة إلى جلسة للمحاسبة أو توزيع الاتهامات، نريدها، أن تكون مناسبة للإنصات وتداول الأفكار وتقبّل حتى التي لا تتوافق وتصوراتنا وقناعاتنا، لأن همّنا جميعا، من خلال الندوة، وفي كل اليومي، هو أن نحصّن تلميذاتنا وتلاميذنا، بناتنا وأبنائنا، من خطورة كل السلوكات التي قد تضرّ بمستقبلهم وتسيء إلى قيمة المجهودات المبذولة من أجل الارتقاء بواقعنا التعليمي، وبكل الصورة المضيئة التي ترسمها التلميذات والتلاميذ داخل وخارج الوطن.» كما تناول المدعوون ظاهرة الغش كل في مجال تخصصه، حيث أكدوا على خطورة الظاهرة و طالبوا بوضع مقاربة مغايرة، تضمن انخراط الجميع في التعاطي مع الظاهرة التي أصبحت تشكل نقطة سوداء في النظام التعليمي، كما أكدت الخلاصات، على تعميق النقاش والتشخيص والوقوف على الأسباب الحقيقية لظاهرة الغش في الامتحانات المدرسية والآثار التي تترتب عنها، مع تقديم بعض الحلول الممكنة بمعية التلميذات والتلاميذ والجمعيات الممثلة لهم. كما شهدت الثانوية التأهيلية بموازاة مع الندوة، إقامة ورشات متعددة، شارك فيها التلميذات والتلاميذ، وسهر على تأطيرها متخصصون، همّت، التنمية الذاتية، وصورة الذات وتأثرها بالغش، وكيفية الاستعداد للامتحانات، إلى جانب ورشة للرسم والجداريات من تأطير أساتذة للتربية الفنية، إلى جانب ورشة الفيلم التربوي وعرض مسرحية تناقش الظاهرة. وتأتي هذه الندوة كانطلاقة للحملة الإقليمية لمحاربة هذه ظاهرة الغش في الامتحانات ، وذلك عبر مجموعة من الأنشطة الرياضية والفنية، من ورشات ، ومسابقات ثقافية، وجداريات سيتم تأطيرها من طرف أساتذة التربية التشكيلية بكل المؤسسات التعليمية. عبدالكريم بلعربي