إلى روح الرفيق محمد بن الصديق (أبو نادية وأيمن) (الرفيق العزيز محمد بن الصديق// حبيبي، التحية والمحبة لك، والسلام لروحك. هذه مجرد دمعة، دمعة صغيرة، لا يمكن أن تطفئ حرقة فراقك ولوعة وداعك…) «إذا متّ فانعيني بما أنا أهلُه»ُ طرفة «فكُلُّ جميلٍ قُلْتِهِ فيَّ يَصدُقُ» الفرزدق 1_ السلامُ لروحكَ… السلامُ لروحكَ تعلمُ ما سأقولُ وما لن أقولا . السلامُ لروحكَ راحلةٌ عبر كلّ الجهات كوردةِ دوارةِ الريحِ ترصدها وتهبّ نسيماً عليلا . السلامُ لريحكَ لم تألُ جهداً ويأساً وبأساً ولم تدّخر حُلُماً لا يزالُ يراودها وهوى مستحيلا . السلامُ لصبحكَ يُقبل طلقَ المحيّا ويُسفر «أنْليلُ» فيه إلهاً خفيّ التجلي وربّاً جليّ الخفاءِ جليلاً جميلا . السلامُ لبوحكَ باكٍ وشاكٍ كأنّةِ «آنِّ» السماءِ وتنهيدةِ الأرضِ «أنْكي» التي أنجبتْ قمراً نيّراً وشمساً تضيءُ السبيلا . السلامُ لجرحكَ ينزفُ دمْ…عاً غزيراً ويجري سيولا . السلامُ لكدحكَ مُذْ تعبَ الربُّ من خَلْقِهِ في أعالي الجمالِ . ومُذْ تعبَ القلبُ من خَفْقِهِ في جمال الأعالي ………… السلامُ لسُوحكَ حُقّ لها أن تَكِلّ كثيراً وتَعيا قليلا . وطوبَى للوحكَ خُطّ بكلّ دمٍ طُلّ فيها وظلّ يهيمُ عليها قتيلاً غليلا . فكيفَ رحلتَ إذن ولماذا تعجّلتَ هذا الرّحيلا؟! 2_عندما يُذْكَرُ اسْمُكَ… عِنْدَمَا يُذْكَرُ اسْمُكَ_ يَا أيُّهَذا الرّفيقُ الأعزُّ الأغرّْ! أرَى غُرفةً صغيرة هنا…لِكَ في الطابقِ الثّاني عشَرْ تُطلّ من ذلكَ الكوكبِ الذهبيّ المُسمَّى : «بروكسيما قنطورْ» «غُرْفي زْغيري وحنوني» كتلكَ التي يَتَغنَّى بها الفنانُ سميحُ شُقيرْ وكلما ذُكرَ اسمُكَ إلا و» نَدْهَتْ دمْعة من عيوني» و «مُشْ رَحْ تَتْسَكَّرْ» هنا… لِك في الطابقِ الثّاني عشَرْ آهِ كم كان يَعلُو ونزدادُ حُبّاً ويَحلُو ونزدادُ شُرباً ويَعلو ونحنُ هُنا…لِك نعلو ونحلو بعُليا الحياةِ التي لم ترَ مثلَها بعدُ دُنيا حياةِ الوَرَى وَالثّرَى وأنَّى لها أن تُضيئَ سِوَى بنورِ جمالِك يا أيُّهذا الرفيقُ الوفِيُّ الهَوَى وبنارِ نضالِك في ذلكَ الكوكبِ الذهبيِّ الذي تتعالى منهُ موسيقى أغنيةٍ صامتةٍ ليس فيها من الكلماتِ غيرُ عنوانِها المُلْتَاعِ الحَشَا: «إليكِ الورد، ناتاشا!» فيخفقُ قلبُ الفتى المُرْتَاعِ بألحانِها ويُتْرعُها كِلْمةً كِلْمةً لا تزالُ ترنُّ هنا…لِك من ذلكَ الكوكبِ الذهبيِّ و في «غُرْفي زْغيري» لا تزالُ تئنُّ بأحزانها كعُصفورِ قلبي المَهيضِ الكسيرِ الذي لا يرى غيرَ «غُرفي ْزغيري وحنوني» ذُكرَ اسمُكَ أم لم يُذكَرِ اسمُكَ يا صاحبي لن يُغنّي سوى «هالْغُرْفي زْغيري» تضيء هنا…لِك في الطابق الثاني عشر بعُليَا الحيَاةِ التي لم ترَ مثلَها بعدُ دُنيَا حيَاةِ الوَرَى وَالثّرَى وأنَّى لها أن تُضيءَ سِوَى بجمالِ نِضالِك يا أيُّهذا الرفيقُ الوفِيُّ الهَوَى ونِضالِ جمالِك! 3_ ما خطت يدك… أول ما خَطّتْ يدُك اسمُكَ: ابنُ الصِّدِّيق تَمودةُ، العيونُ : مهدُك الحمامةُ البيضاءُ :مولدُك حرّيّةُ الوطنِ : عيدُك المِهْنَةُ المِحْنَةُ: صَاحِبُ قَلَمْ كاتبُكَ المُفضَّلُ : الألمْ مطربُكَ المُفضَّلُ :الحلُمْ صاحبُكَ المُفضَّلُ : القلمْ وها لُمَّ وضُمّْ صاحبَكَ المعلمَ: القلمْ عَلّمَ بالحزنِ وبالألمْ ما لم تكن تنالهُ حتى الحياةُ من دُناها _دهشة لا تنتهي ومن عُلاها_ ألفة لم تنفصمْ ثمَّ هلمَّ وضُمّْ صاحبَكَ المُعلمَ : القلمْ عَلَّمَ بالحزنِ وبالألمْ آخرَ ما خطّتْ يدُكْ من سيرةِ الحبِّ الذي لا ينتهي ولا يزالُ نابضاً بهِ غدُكْ!