في أقل من أسبوع شهدت مكناس أحداثا إجرامية استأثرت باهتمام وسائل الإعلام الوطني والدولى، وبوأت عاصمة المولى إسماعيل المرتبة الأولى من حيث المتابعة. هكذا، وبعد أحداث حي البساتين، وإطلاق الرصاص من سلاح وظيفي راح ضحيته جانح هدد أمن وسلامة شرطي والمارة على حد سواء، وبعد ترويع المارة وتهديد سيارة الأمن بشارع الحسن الثاني بقلب المدينةالجديدة حمرية غير بعيد عن مقر عمالة مكناس وولاية الأمن بها، اهتز الشارع المكناسي على وقع جريمة قتل بشعة ضحيتها طالبة ومقترفها طالب أيضا. فبالنسبة للحالة الأولى أمر الوكيل العام لدى استئنافية مكناس بإيداع 5 أشخاص سجن تولال 2 بينهم شقيق المقتول الملقب بالأعرج الذي ظهر في شريط فيديو يتوعد فيه رجال الأمن ويسب مؤسسات الدولة ورمز سيادتها. فيما توبع حارس السيارات وأفراد عائلته موضوع النزاع مع عائلة المقتول في حالة سراح.. وبعد إحالتهم جميعا على قاضي التحقيق والاستماع إليهم تمهيديا حدد 15 أكتوبر 2018 كتاريخ للاستماع إليهم تفصيليا. ويواجه ثلاثة متهمين تهما ثقيلة تتمثل في السرقة الموصوفة بالليل، والتعدد والكسر، وإضرام النار عمدا في مسكن وفي مأوى، ومال مملوك للغير، ووضع أشياء في الطريق العام تعوق مرور الناقلات، والسرقة الموصوفة بالعنف والتهديد بالعنف، وتعييب أشياء مخصصة للمنفعة العامة، وإهانة موظفين عموميين أثناء أدائهم مهامهم، واستعمال العنف في حقهم بواسطة السلاح. فيما يواج الباقون تهما جنائية مختلفة.وبالنسبة للواقعة الثانية، فقد تمكنت المصالح الأمنية بولاية أمن مكناس بناء على معطيات دقيقة من دي.إس.تي صباح يوم الجمعة الأخير من توقيف الشخصين المعنيين بترويع المارة وتعريض أمن وسلامة رجال الأمن للخطر بواسطة أسلحة بيضاء من الحجم الكبير (سيوف) وإلحاق خسائر مادية بملك الغير حسب بلاغ صادر عن ولاية أمن مكناس. وهما الآن موضوعين تحت تدابير الحراسة النظرية لإجراء البحث والتحقيق بتحديد الظروف والملابسات المحيطة بالواقعة، وذلك تحت إشراف النيابة العامة المختصة. فيما الحالة الثالثة التي اهتز لها الشارع المكناسي هي الإجهاز على طالبة بواسطة سلاح أبيض بالشارع العام أمام مرأى ومسمع من المارة. والمفاجأة الكبرى هي أن مقترف الجريمة ليس سوى طالب بكلية القانون والعلوم الاقتصادية، وليس كسابقيه بالنسبة للواقعتين الأولى والثانية. وفي انتظار قول المحكمة كلمتها، يمكن القول إن المصالح الأمنية قامت بواجبها بما يلزم ذلك وفي إطار القانون، إلا أنها مطالبة بالقيام بحملات تمشيطية للنقط السواء التي يتم فيها ترويج جميع أنواع المخدرات والمبيقات، وإغلاق مقاهي الشيشة التي تستقطب شباب وشابات في عمر الزهور من تلاميذ وتلميذات لطمأنة الساكنة من الإجرام المتنامي، وتحصين محيط المؤسسات التعليمية و… كما وجب تعزيز الموارد البشرية ومدها بمختلف وسائل العمل في هذه النقط السوداء والتدخل بالسرعة المطلوبة عند كل طلب. وبعيدا عن هذا وذلك، فإن مسؤولي ولاية أمن مكناس والمناطق والدوائر الأمنية مطالبة بالتواصل مع ممثلي وسائل الإعلام المعتمدة والانفتاح عليها، ومدها بكل المعطيات اللازمة وليس الانزواء وراء المكاتب وترك الإشاعة مستشرية وكأنها الحقيقة.