شيع ،أمس، بمقبرة الغفران بالدار البيضاء، جثمان الفقيد العزيزعبد الله قانية الى مثواه الأخير، بحضور أفراد أسرته الصغيرة ومدير جريدة الاتحاد الاشتراكي وعدد من الصحفيين والعاملين. كما حضر وفد عن النقابة الوطنية للصحافة المغربية يتقدمه أمين عام المجلس الوطني للنقابة وحشد من أصدقاء الراحل ومجايليه في العمل والحياة من مختلف المشارب الإعلامية. كما حضر إلى منزل الفقيد عدد كبير من المناضلين وأفراد الأسرة والزميلات بجريدة الاتحاد الاشتراكي وليبراسيون، منهم المتقاعدون والعاملون. وقد بعث المكتب السياسي ببرقية تعزية للجريدة في وفاة الراحل عبر فيها عن الحزن العميق لوفاة الراحل، راجيا من العلي القدير أن يلهم ذويه الصبر والسلوان ويسكن الفقيد واسع الجنان ، كما ذكر المكتب السياسي بمناقب الصدق والوفاء التي لازمت الفقيد في مساره النضالي والمهني . وكتب الزميل عبد الرزاق معنى السنوسي رسالة مؤثرة في وفاة الفقيد ، هو الذي كان من أصدقائه المقربين جاء فيها : «بألم عميق وأسى شديد، وصلني خبر وفاة صديقي وزميلي سي عبدالله قانية عن طريق الأخ الطالبي. بعد هذه الصدمة القوية جلست أفكر في هذا الإنسان النبيل، المخلص، الضحوك الطيب، المحبوب عند جميع إخوانه وأخواته… الأستاذ قانية يعتبر ذاكرة الأغنية المغربية والمشرقية بامتياز، كتب عدة مقالات عن الموسيقى والفن، كان الفقيد صاحب نكتة ونموذجا شامخا في السخرية بين زملائه داخل بناية الجريدة، كما أنه يعتبر قيدوم الصحافة المغربية والاتحادية على الخصوص. قانية من مواليد سنة 1939 ابن المدينة القديمة بالدارالبيضاء، وبالضبط درب الشلوح قرب مدرسة العبدلاوية بجانب جامع الحمراء، تابع دراسته الابتدائية بمدرسة لحلو والمحمدية بدرب السلطان ما بين 1951 – 1953، ثم انتقل إلى مدارس محمد الخامس بالرباط ما بين 1954 – 1955، سافر إلى سوريا من أجل الدراسة لمدة ثلاث سنوات ما بين 1955 – 1958. بعد عودته تحمل أعباء المسؤولية النضالية بعزيمة، اشتغل كمدرس بإحدى المدارس ببورنازيل وسيدي عثمان وفي نفس الوقت اشتغل كمتطوع بجريدة «التحرير»، ومن بعدها «المحرر» وفي سنة 1965 غادر المغرب في اتجاه سوريا، حيث حصل على الباكالوريا والتحق بالجامعة ثم عاد إلى المغرب أواخر سنة 1969 واشتغل في قسم التصحيح بجريدة «الاتحاد الوطني «في بداية السبعينيات، وقام بتغطية محاكمة القنيطرة سنة 1973 ثم التحق بجريدة «المحرر» سنة 1974 بقسم التصحيح، ثم بجريدة «البلاغ المغربي» بعد توقف المحرر في يونيو 1981 . وبعد صدور جريدة «الاتحاد الاشتراكي» كان من الأوائل الذين التحقوا بها حيث اشتغل بها في قسم التصحيح ثم انتقل إلى القسم الاجتماعي. الفقيد تم تكريمه سنة 1998 من طرف معهد الإعلام والتكوين الصحفي بالدارالبيضاء وفي سنة 1999 تقاعد. بهذه المناسبة الأليمة أتقدم إلى أسرة الفقيد وخاصة زوجته وابنتيه بأحر التعازي وأصدق المواساة، راجيا من العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.