أعلنت مجموعة «بوجو ستروين» لصناعة السيارات، أول أمس الثلاثاء، أن الطاقة الإنتاجية لمصنعها بالقنيطرة الذي سيشرع في الانتاج سنة 2019، سترتفع لتصل إلى 200 ألف وحدة سنويا بحلول 2020. وأوضحت المجموعة في بلاغ صحافي أن مصنع القنيطرة، الذي سينتج ابتداء من 2019 محركات وسيارات، سينطلق بطاقة إنتاجية أولية تصل إلى 100 ألف سيارة سنويا. وأضافت «بوجو ستروين» أن هذا الاستثمار الذي يواكب مخطط نمو المجموعة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا سيرتكز على نسيج من الممونين المغاربة، مما سيمكن من بلوغ معدل إدماج محلي في حدود 60 بالمئة عند الانطلاقة ليصل إلى 80 بالمئة عند بلوغ الطاقة الإنتاجية القصوى. ونقل البلاغ عن وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، مولاي حفيظ العلمي، تعبيره خلال ندوة صحافية الثلاثاء بالقنيطرة حضرها أيضا نائب الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا جون كريستوف كيمار عضو المجلس الإداري لمجموعة «بوجو ستروين»، عن ارتياحه للعلاقات الممتازة بين المغرب والمجموعة، موضحا أن منظومة «بوجو ستروين» تنتشر بالمغرب بوتيرة إنجازات متواصلة ومهمة. وسجل الوزير أن «نسيج الفاعلين يزداد تنوعا مع تواجد مجهزين جدد، فيما يرتفع معدل الإدماج وحجم التزود محليا. كما يتم إرساء منظومة للبحث والتطوير»، مشيرا إلى أن المشروع يمثل قاطرة لتنمية قطاع يحقق إنجازات ممتازة. من جهته، أكد كيمار أن مجموعة «بوجو ستروين» نجحت في إرساء منظومة متكاملة بالمغرب تغطي مجموع سلسلة القيم لصناعة السيارات، واصفا المشروع ب»الفريد من نوعه في إفريقيا». وقال «إننا اليوم نقطع شوطا جديدا من خلال مضاعفة الطاقة الإنتاجية لمصنعنا بالقنيطرة في أفق 2020»، معتبرا أن قرار مضاعفة الطاقة الإنتاجية يعكس دينامية المجموعة في المنطقة وفي المغرب بشكل خاص. يذكر أن مجموعة «بوجو ستروين» التي توفر عرضا متنوعا من الخدمات، تطمح لأن تكون رائدة في مجال السيارات ذاتية التحكم والمرتبطة بشبكة الانترنيت. ويهدف مصنع السيارات المغربي لمجموعة «بوجو – سيتروين»، والذي تبلغ قدرته الإنتاجية 200 ألف سيارة، إلى مواكبة النمو السريع لمبيعات المجموعة في منطقة أفريقيا والشرق الأوسط، والتي بلغت 618 ألف سيارة في سنة 2017، بزيادة 61.4 في المائة، وأصبحت تمثل 17 في المائة من مبيعات المجموعة على الصعيد العالمي. وبهذه الزيادة تمكنت المجموعة من رفع حصتها من سوق السيارات بالمنطقة إلى 11.6 في المائة. وللإشارة فإن مخططها التوسعي يستهدف بيع مليون سيارة في أفق 2025 في أفريقيا والشرق الأوسط. وأوضحت الشركة أن مشروعها الصناعي الاستراتيجي في المغرب، والذي يستهدف إنشاء منظومة صناعية متكاملة حول صناعة السيارات، أصبح واقعا ملموسا مع اكتمال بناء مصانعها في المنطقة الصناعية الأطلسية، واستقطاب الكثير من مصنعي الأجزاء والمكونات للاستثمار في وحدات صناعية قريبة من مصانعها قصد تموينها. وأشارت إلى أن صناعة مكونات وأجزاء السيارات بالمغرب أصبحت تضم 62 مصنعا، من بينهم 54 مصنعا تعهدوا بتزويد مصانع «بيجو – سيتروين» بالمكونات، الشيء الذي سيمكنها من إنتاج سيارات تبلغ نسبة المكون المحلي فيها 60 في المائة مع انطلاق الإنتاج، و80 في المائة بعد بضع سنين. وأوضحت المجموعة أن العقود الحالية للتموين من السوق المحلية تناهز مبلغ 850 مليون يورو من المكونات في السنة، وهو مبلغ أعلى من مستوى التزام المجموعة عند إبرامها لاتفاقية الاستثمار مع السلطات المغربية، والمحدد ب600 مليون يورو. وأشارت إلى أنها ستبلغ سريعا سقف المليار يورو مع دخول إنتاجها مرحلة الذروة في عام 2022. وبالإضافة إلى صناعة المحركات والمكونات والأجزاء، استثمرت «بيجو – سيتروين» بالمغرب في مجموعة من الأنشطة المواكبة، من بينها إنشاء مركز إقليمي للقيادة في الدارالبيضاء، والذي يغطي 81 دولة، ويوفر أنشطة الدعم والتسويق لنحو 100 مستورد عبر العالم، وذلك بالنسبة للعلامات «بيجو» و«سيتروين» و«أوبل». إضافة إلى إقامة المركز التقني للبحث والتنمية في المغرب، والذي انطلقت أشغاله قبل عام ويوظف حاليا زهاء 500 من المهندسين والفنيين، ويهدف إلى مواكبة التوطين الصناعي في المغرب والمنطقة ودعم المخطط الإقليمي للتوسع في الأسواق.