تمكنت السلطات الأمنية الفرنسية نهاية الأسبوع الماضي، بعد مرور ثلاثة عقود، من فك لغز مقتل الطفلة المغربية (إيناس. ت)، شهيدة الطريق السيار A10، التي لم تتردد الأسرة في الترويج منذ اختفائها أنها تعيش بين أحضان أسرة والدتها بالمغرب. ولم يكن المتهمان بقتل الطفلة إيناس، التي كان عمرها قيد حياتها لا يتجاوز أربع سنوات والثالثة من بين سبعة إخوة وأخوات، سوى والدها أحمد البالغ من العمر اليوم 64 سنة ووالدتها حليمة التي تبلغ من العمر حاليا 62 سنة. فقد عثر على الطفلة إيناس، التي ولدت في الدارالبيضاء والتحقت بوالديها بعد سنة ونصف قضتها في حضن جدتها من جهة الأم، مرمية في حفرة على جانب الطريق السيار (باريس – تور) الرابط بين مدينتي بلوا وأورليان وسط فرنسا، في 11 من شهر غشت من سنة 1987. وقد ساهم في فك لغز مقتل الطفلة إيناس التطابق الكامل ما بين البصمة الجينية لأخيها، الذي ألقي عليه القبض قبل سنتين، وبصمتها الجينية، مما جعل السلطات الأمنية تفتح تحقيقا موسعا وصل إلى حقيقة أن والديها هما المشتبه بهما الرئيسيان في حادث اختفائها. وقد تم وضع كل من الوالدة حليمة والوالد أحمد، اللذين يتبادلان التهم حول من السبب في مقتل ابنتهما ايناس التي عثر عليها وآثار التعذيب بادية على جسدها من حروق وكسور وكي وبتر لحلمة صدرها عن طريق العض، رهن الاعتقال بكل من سجني مدينة بلوا وأوليان في انتظار تقديمهما إلى المحاكمة فور الانتهاء من التحقيقات التفصيلية. وصرح أحمد والد الطفلة إيناس أنه بتاريخ 10 غشت من سنة 1987 التحق ببيته الأول حيث كانت تعيش الأسرة بكاملها، قبل أن ينتقل إلى آخر في الضاحية الباريسية، فوجد الطفلة إيناس ميتة لتخبره والدتها حليمة وهي طليقته اليوم منذ سنة 2010 أنها توفيت بعدما سقطت من درج السلم، فمكان منه إلا أن حملها إلى مكان على الطريق السيار (باريس – تور) ورماها هناك. أما الوالدة حليمة، فظلت متشبثة بأن ابنتها إيناس، التي لم تتقدم الأسرة قط إلى السلطات الأمنية لأجل الإشعار باختفائها، مازالت على قيد الحياة وتعيش إلى اليوم بمدينة الدارالبيضاء رفقة جدتها، فيما ظل أخوتها وأخواتها مصدومين لهول الفاجعة لكونهم يعتقدون أنها مازالت على قيد الحياة.