وضع الدفاع الحسني الجديدي حدا لسلسلة تعادلاته المخيبة للآمال داخل البطولة الاحترافية، بعدما حقق فوزا صعبا لكنه مفيد، بهدفين لواحد، في قمة الدورة 26 على حساب الرجاء البيضاوي، هو الانتصار الحادي عشر له هذا الموسم، مما مكنه من تعزيز موقعه في طابور المطاردة. ومثلما عودتنا مواجهاتهما السابقة، التي ظلت دائما مغلفة بحساسية خاصة، وتطبعها الندية والاثارة، فقد شكلت قمة الجديدة فصلا جديدا من الصراع الكروي بين الدفاع والرجاء، اللذين انشغلا أكثر بالمنافسات القارية، وفقدا في الأونة الأخيرة بوصلتهما في البطولة، بل فرطا في كثير من النقاط، جعلتهما يبتعدان بفارق كبير عن المتصدر اتحاد طنجة، ويسعيان لتدارك ما فات لإحياء آمالهما في المنافسة على درع البطولة، أو على الأقل إنهاء الموسم في مركز الوصافة. وما أضفى على هاته القمة الكروية بهاء ورونقا، هو الحضور الجماهيري المحترم، خاصة أنصار الأخضر البيضاوي الذين احتلوا المدرج الجنوبي، وبعث نوعا من الدفء في مدرجات ملعب العبدي، الذي عاش على إيقاع العزوف لعدة أشهر. لأن المباراة كانت حاسمة ومفصلية لرسم معالم مستقبل الفريقين في المنافسة على اللقب الهارب، أو على الأقل مركز الوصافة المؤدي لعصبة الأبطال الإفريقية، فإن الدفاع والرجاء كانا بحاجة إلى مرحلة جس النبض، وكشفا مبكرا عن نواياهما الهجومية لانتزاع النقاط الثلاث كاملة غير منقوصة، تبقي باب الأمل مفتوحا على مصرعيه، وقد ساد التكافؤ بين الطرفين مع امتياز طفيف للفريق المحلي، الذي كان أكثر استحواذا على الكرة، ومارس ضغطا خفيفا سعيا وراء تسجيل هدف السبق، حيث أتيحت له محاولتان واضحتان عن طريق المهاجمين الوردي وأحداد لم تحملا أي جديد، لغياب متمم العمليات، قبل أن يأخذ الرجاء الذي غاب عنه المهاجمان الحافيظي وحذراف بزمام المبادرة، ويشن هجومات خطيرة بواسطة الثنائي بنحليب وياجور، اللذين خلقا متاعب كبيرة للدفاع. وبفعل الصراع الكبير الذي شهده وسط الميدان اضطر الفريقان إلى تنويع هجماتهما واللعب على الأطراف مستفيدين من الصعود المتتالي للظهيرين، وقبل نحو خمس دقائق من نهاية الشوط الأول يفلح النسور الخضر في تسجيل هدف السبق، بواسطة محسن ياجور من ضربة جزاء أقرها الحكم التيازي، ومن ثمة وضع الزوار أصحاب الأرض تحت الضغط، قبل أن يتمكن حميد أحداد من تعديل النتيجة في الوقت المحتسب بدل الضائع، معيدا بذلك المباراة إلى نقطة البداية. وجاءت الجولة الثانية كامتداد لسابقتها، حيث استمر الصراع على مستوى خط وسط الميدان، مع تقدم طفيف لأصحاب الأرض، الذين كثفوا من مجهوداتهم من أجل إدراك هدف التقدم، لكن غياب التركيز داخل معترك العمليات حال دون ذلك. وبالمقابل لم يقف الرجاء مكتوف الأيدي أمام التدفق الهجومي للدكاليين، الذي تفنن مهاجموه في تضييع الفرص المتاحة، بل كان قاب قوسين من التسجيل، خاصة عن طريق محسن ياجور الذي تجاوز الحارس الكيناني، لكن كرته أخطأت الطريق صوب الشباك، واستمر التكافؤ في النتيجة بالموازاة مع التكافؤ في الفرص، إلى غاية د 76، حيث أحرز المهاجم التنزاني سايمون مسوفا الهدف الثاني للدكاليين، بعد تمريرة على المقاس من زميله طارق أستاتي. ورغم هذا التغيير في النتيجة استمر تبادل الهجمات بين الطرفين إلى غاية نهاية المباراة، على إيقاع تقدم فارس دكالة، الذي عاده من جديد إلى الواجهة.