بعد غض الطرف وتساهل دام لسنوات، شرعت السلطات المحلية مساء الثلاثاء الأخير في تحرير الملك العمومي الذي أضحى يحتله ويستغله أرباب المقاهي ضدا على القانون، و بتواطؤ مع منتخبين في الكثير من الأحيان. هذا وعاينت الجريدة بعض أطوار الحملة التي قادها قائد الملحقة الإدارية 10 مؤازرا في ذلك بعدد من أعوان السلطة ورجال الأمن والقوات المساعدة وعمال الجماعة الحضرية، عاينت حجز العشرات من طاولات وكراسي المقاهي تحت أنظار روادها، وعلى الرغم من مقاومة أرباب ومسيري هذه المقاهي من تحريك هواتفهم النقالة، استمرت عملية الحجز وتحرير الأرصفة من مستعمريها. وبدا أن السلطات المحلية جادة في عمليتها، إذ صرح أحد المسؤولين للجريدة أن الحملة هذه المرة لن تتوقف عند المدينةالجديدة، بل ستكون واسعة وحربا دون هوادة ضد مستعمري الملك العمومي، الذين حرموا الراجلين من حقهم في استعمال الرصيف، و بات يهدد سلامتهم، ويشوه جمالية المدينة، مضيفا أن حملة تحسيسية قام بها أعوان السلطة منذ أزيد من شهر لحث أصحاب المقاهي على احترام القانون وعدم الترامي على الملك العمومي بشكل عام وعلى الأرصفة على وجه الخصوص. وبقدر ما لقيت هذه الحملة استحسانا لدى المواطنين، بقدر ما امتعضوا واستنكروا لذى رؤيتهم في اليوم الموالي ( الأربعاء) وبأم أعينهم عودة أرباب المقاهي سالمين غانمين مطمئنين، بعد استرجاع ما تم حجزه، واغتصاب الملك العام «على عينك أ بن عدي « وكأن ما جرى مساء الثلاثاء لم يكن سوى مشهد سينمائي قامت بتأليفه وبإخراجه وتمثيله أو تنفيذه سلطات مدينة مكناس. فأين هي هيبة هذه السلطة؟ « يقول إدريس « وكيف يمكن أن نثق فيها؟ يقول أحمد، إنه العبث والضحك على ذقون المواطنين واستبلاد ذكائهم ، يقول جليل، وهؤلاء كلهم من زبناء هذه المقاهي الذين عاينوا عملية الحجز و» التحرير «. تجدر الإشارة إلى أنه سبق وأشرنا على صفحات جريدتنا إلى ظاهرة احتلال الملك العمومي دون أن تجد مقالاتنا صدى عند أصحاب الحال وتطبيق القانون ليس إلا وذلك بتفعيل الشرطة الإدارية المنصوص عليها في الميثاق الجماعي. بالمقابل تراهم يتسابقون لنزع سلع الباعة الجائلين لا تساوي قيمتها 50 درهما، ويحجزون « كروسة صغيرة «بها كيلوغرامات من الفاكهة ويطاردون هؤلاء الذين لا حول لهم ولا قوة أينما حلوا وارتحلوا. لقد تساءلنا من قبل عن الحملة الواسعة التي قادتها السلطات المحلية بتعاون مع الجماعة الحضرية لمحاربة ظاهرة الشيشا حيث تم إغلاق عدد مهم من المقاهي، واشتكى أرباب هذه المقاهي من الانتقائية ومن الابتزاز الذي يتعرضون له.. لكن يبدو ومن خلال استطلاع ميداني، أن عدد مقاهي الشيشا ما لبثت أن زاد أكثر مما كان عليه الأمر قبل الحملة، بل وكثر روادها من شابات وشباب وتلاميذ وتلميذات و.... يجري هذا في عاصمة المولى إسماعيل التي ابتليت بمسؤولين و» نخب « قائمين على طمس معالمها ونهب خيراتها وتشويه معمارها ولم لا إلحاقها كعمالة صغيرة بجهة فاس!