لقد كانت صدمة المغرب كبيرة حين اقترب من نهاية العشرية الثانية من هذا القرن , وهو ما يزال يرسف في أغلال من التجارب الإصلاحية , ومن توالي الإصلاحات البيداغوجية دون أن يتمكن بعد من توفير تعليم وتكوين بمعايير الجودة , سواء فيما يخص المضامين البيداغوجية أو ما يخص مستلزمات التدريس والتعلم , ويعد النقص في جودة التعلمات من بين أسباب اختلالات المنظومة التربوية وفي هذا الإطار اقترح المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي إعادة تنظيم هيكلة المدرسة المغربية ووضع إصلاح شامل لنظام التقييم والامتحانات على نحو يكفل تكافؤ الفرص بين المتعلمين والمتعلمات من خلال : – تطوير دلائل مرجعية دقيقة للأنشطة التقييمية سواء التشخيصية منها أو التكوينية أو المندمجة في إطار المراقبة المستمرة. – تبسيط ومعيرة آليات التقييم والدعم التربوي ضمانا لتوفر المتعلمين على حد مقبول للنجاح . – أعادة الاعتبار والمصداقية للامتحانات الاشهادية وخاصة الباكالوريا والرفع من جودتها من خلال أعطاء الأولوية للامتحانات الموحدة جهويا ووطنيا تحقيقا لمبدأ الاستحقاق وتكافؤ الفرص وإعادة النظر في كيفية اعتماد نتائج المراقبة المستمرة فيها وتفعيلا للمشروع المندمج رقم 10 الهادف للإصلاح الشامل لمنظومة التقويم والامتحانات والتوجيه المدرسي والمهني وبالأخص في شقه المتعلق بتدبير عتبات الانتقال بين الأسلاك والمستويات تم عقد لقاء إقليمي بالمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية لانزكان ايت ملول يوم الخميس 15 فبراير 2018, تم فيه عرض وتحليل واستثمار نتائج الاسدوس الأول من الموسم الدراسي الحالي 2017/2018 في هذا اللقاء الإقليمي الذي ضم جميع رؤساء المؤسسات التعليمية ورؤساء المصالح والمفتشين خصص ل :الاطلاع على النتائج المحققة إقليميا مع تقاسمها مع الأطر الإدارية وهيئة التفتيش واطرالاستشارة والتوجيه. بسط الوضعية الراهنة لنتائج التلاميذ في أفق وضع خطة عملية للدعم خاصة بالفئة المتعثرة في كل مؤسسة(خاصة مؤسسات التعليم الثانوي التاهيلي) مع وضع أفق التحدي لإرساء العتبتين 05/10 (مستوى السنة السادسة ابتدائي) و10/20(مستوى السنة الثالثة إعدادي ) في نهاية الموسم الدراسي 2017/2018. مناقشة تحسين النتائج من طرف كل المتدخلين والفاعلين التربويين من اطر هيئات الإدارة والأساتذة والمفتشين والموجهين وأعضاء جمعيات الآباء . وقبل عرض هذه المؤشرات الإحصائية تدخل المدير الإقليمي وألقى كلمة توجيهية اعتبر فيها الامتحانات وتقييم مكتسبات التلاميذ المدخل الأساس لكل الإصلاحات داخل المنظومة , وطالب بوضع برامج بيداغوجية لتنمية قدرات التلاميذ والرفع من كفاياتهم التعليمية ملحا على تحمل الجميع لمسؤولياتهم قصد إنجاح هذا الورش التربوي الهام . واستتبعه في أخذ الكلمة المسؤول على مركز الامتحانات بالمديرية الإقليمية وهو الذي عرض أمام الجميع إحصائيات عامة ومفصلة تهم النتائج الخاصة بالاسدوس الأول للموسم الدراسي الحالي و المحصلة من خلال الامتحانات الموحدة أو المراقبة المستمرة وكان عرضا قيما في معطياته و أرقامه مما يعكس العمل الايجابي لهذا المركز الذي لم يعد يتكفل فقط بمهمة الإشراف التقني واللوجيستيكي للامتحانات بل يساهم في تشخيص تعثرات المتعلمين , عبر مسك المعطيات وتحليل النتائج واقتراح بناء أدوات ملائمة لأنشطة الدعم . ومن بين الإحصائيات المقدمة في هذا العرض انه لوحظ تطور مهم في مستوى النتائج المحققة بل إن بعضها تجاوز الأهداف المنتظرة منها . بناء على هذه النتائج وعلى مؤشرات الإحصاء الخاصة بالمواد كما تم عرضها بالتفصيل – فانه يمكن تطوير نماذج بيداغوجية متنوعة منفتحة ناجعة مبتكرة وأنشطة الدعم التي تهم احد المجالات الأساسية أو مجموعة منها لان من النتائج المنتظرة من هذا الإجراء هو إرساء نظام للتقويم يأخذ بعين الاعتبار الوظائف الأساسية للتقويمات التشخيصية لضمان مزيد من النجاعة والمصداقية والموثوقية للنتائج وكذا نظام لتقويم مرد ودية المؤسسات التعليمية محدث و مفعل لضمان التنافسية والارتقاء بالجودة .