تم تسليط الضوء على مساهمة المغرب في عمليات حفظ السلام والعمل الإنساني في إفريقيا لأكثر من نصف قرن في مقر الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا، من خلال جداول توضح مختلف مساهمات تجريدات ومستشفيات القوات المسلحة الملكية المنتشرة في هذا الإطار. ويبرز هذا المعرض المنظم بمبادرة من مديرية التاريخ العسكري التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، انخراط المملكة المغربية تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، في خدمة مبادئ الأمن والسلام والعمل الإنساني في إفريقيا، من خلال تسجيلات سمعية بصرية تبين مختلف مساهمات التجريدات المغربية والمستشفيات التابعة للقوات المسلحة الملكية، وتخلد العمل الأمني، وأيضا العمل الإنساني الذي تقوم به المملكة لفائدة سكان البلدان الإفريقية. وقام، بهذه المناسبة، ضباط من القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية بتقديم المعرض، بحضور سفيرة المغرب بإثيوبيا نزهة العلوي محمدي، أمام سفراء البلدان الأعضاء في الاتحاد الإفريقي وممثليهم الدائمين لدى المنظمة الإفريقية، والمسؤولين السامين للجنة الاتحاد الإفريقي الذين عبروا عن إعجابهم وتأثرهم من خلال رسائل تم تدوينها في الدفتر الذهبي للمعرض. ويبرز المعرض المنظم على هامش قمة الاتحاد الإفريقي المقررة نهاية يناير الجاري، انخراط المملكة تحت القيادة النيرة لجلالة الملك محمد السادس، في خدمة مبادئ الأمن والسلام في إفريقيا، فضلا عن إبراز الخبرة المكتسبة على مدى أزيد من نصف قرن لفائدة الأمن والسلام والعمل الإنساني خاصة في ما يتعلق بالمستشفيات العسكرية الميدانية التابعة للقوات المسلحة الملكية وإيصال المساعدات الإنسانية المباشرة لفائدة سكان بعض البلدان الإفريقية. ومن بين 11 مستشفى ميدانيا التي أقامتها المملكة في إفريقيا، حظيت سبع مستشفيات بشرف زيارة جلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية. ويشمل المعرض أربعة محاور هي التجريدات المغربية في خدمة السلم وحماية السكان المدنيين، والمستشفيات الميدانية العسكرية والعناية الطبية والاجتماعية، وتقديم وإيصال المساعدات الإنسانية من قبل المملكة المغربية وذاكرة وشهادات. وتروم هذه المبادرة تعزيز السلام والأمن، سواء قاريا أو دوليا، والتخفيف من وطأة الأزمات الإنسانية أينما وجدت وخاصة داخل القارة الإفريقية، كما تنم هذه العمليات عن وعي كبير للالتزامات التي ترتبط بها المملكة من أجل مساندة الشرعية الدولية والمساهمة في إرساء المبادئ والقيم الدولية للأمن والتضامن والسلام وخاصة في إفريقيا. ويذكر أن أزيد من 51 ألفا من القبعات الزرق المغاربة شاركوا في خمس عمليات أممية لحفظ السلام داخل القارة الإفريقية (الكونغو، الصومال، الكونغو الديمقراطية، كوت ديفوار، جمهورية إفريقيا الوسطى) وتم إنشاء 11 مستشفى ميدانيا في عشرة بلدان إفريقيا وفرت أزيد من 530 ألف مساعدة طبية لفائدة الساكنة المحلية، فضلا عن تقديم المساعدات الإنسانية لفائدة بعض البلدان الإفريقية لأزيد من نصف قرن. ويظل المغرب، الذي يعزز دعمه وعمله من أجل السلام والأمن في إفريقيا، ملتزما في بلدين، هما جمهورية الكونغو الديمقراطية (منذ سنة 2001) وجمهورية إفريقيا الوسطى (منذ سنة 2013)، بتعداد فاق 28 ألف عنصر منذ انطلاق العمليتين.