تحتضن مدينة تطوان، في الفترة الممتدة بين 20 و24 نونبر الحالي، الدورة الثالثة ل "المهرجان الدولي لسينما المدارس". وسبق لهذا المهرجان، خلال دورتيه الأولى والثانية، أن قدم أهم الإبداعات والأعمال السينمائية التي أنتجها العديد من مدارس السينما المعروفة بالعالم. لكن المنظمين أرادوا أن تكون لدورة هذا العام نكهة أخرى، حيث ستشارك مدارس جديدة تعتبر من أكبر مدارس العالم على الإطلاق، وعلى رأسها مدارس لندن وباريس للسينما. فبرغم صغر سنه وحداثة وجوده، يجاري مهرجان سينما المدارس، كل سنة، عراقة الحمامة البيضاء من حيث اختيار الأفلام ولجان التحكيم التي تتميز بمستوى فني وأكاديمي دولي مشهود به. إذ تم انتقاء 33 فيلما (تتوزع ما بين الوثائقي والروائي والتحريكي)، وذلك من بين 431 فيلما توصلت بها إدارة المهرجان، حيث اعتمدت لجنة الفرز على معايير جد صارمة لانتقاء الأفلام التي تستحق التباري والمنافسة على الجوائز الستة لهذه الدورة: (الجائزة الكبرى، جائزة لجنة التحكيم، جائزة أحسن فيلم وثائقي، جائزة أحسن فيلم روائي، جائزة الإبداع، فضلا عن جائزة الجمهور). ويترأس لجنة تحكيم هذه الدورة المخرج اللبناني غسان سلهب أحد رموز السنيما العربية الجديدة وصاحب ملحمة "مذبحة الأبرياء" المأخوذ عن "الكوميديا الإلهية لدانتي. أما باقي أعضاء اللجنة، فهم: المخرجة فريدة بليزيد صاحبة فيلم "باب السما مفتوح"، وفلورنس مارتن أستاذة السينما بالولايات المتحدةالامريكية، ورضى بنجلون مدير البرامج المعرفية والوثائقية بالقناة الثانية، ثم وليد خشاب أستاذ بجامعة "يورك" بتورنتو. وعلى غرار الدورتين السابقتين، تعد الدورة الثالثة للمهرجان ببرنامج غني يضم، إلى جانب المسابقة الرسمية، تكريما للمخرج المصري سيد سعيد صاحب فيلم "القبطان" الذي راكم تجربة سينمائية وتلفزوينة تستغرق 42 سنة، أي منذ تخرجه من معهد السينما في مصر سنة 1975. كما سيتم تكريم الناقد والباحث السينمائي الفرنسي ميشيل سيرسو. وتضم الدورة، إلى جانب ذلك، دروسا في السينما وتكوينات تهم طلبة معاهد السينما وورشات سنيمائية وثقافية تحت إشراف أساتذة ومهنيين. والجدير بالذكر أن انعقاد الدورة الثالثة لمهرجان سينما المدارس يتزامن مع الاحتفاء بمرور 30 سنة عن بداية الأنشطة المهتمة بالمجال السينمائي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان. حيث عمل مختبر الأبحاث السينمائية والسمعية البصرية خلال هذه السنوات في مجال البحث والتكوين على حد سواء، ليجعل من السينما محور بحث أولوي وميدان اختصاص معترف به بالجامعة. وقد مكن هذا المجهود جامعة عبد المالك السعدي من التفرد والريادة على مستوى التكوينات السينمائية، إذ تتوفر الكلية على إجازة مهنية وماستر متخصص في الفيلم الوثائقي، فضلا عن وحدة دكتوراه تضم الدراسات السينمائية، والتي تعتبر أعلى درجة علمية أكاديمية في مجال السنيما بالمغرب. ويهدف مهرجان "سينما المدارس" إلى تشجيع أعمال المبدعين الشباب من مختلف أنحاء العالم المنتمين لمختلف مدارس السينما والجامعات، وكذا معاهد التكوين في مهن الصورة. كما يصبو إلى فتح الأبواب أمام السينمائيين الشباب وتمكينهم من "أول خطوة" على سلم الاحتراف السينمائي، بأدوات أكاديمية وعلمية رصينة. وهو ما يعني أن هذا المهرجان يستطيع، مع توالي دوراته المقبلة، أن "طلبة مدارس السينما" إلى منطقة أخرى أكثر ابداعا واحترافية، وذلك من خلال الاحتكاك مع تجارب جديدة يبدعها جيل جديد أكثر تمرسا وإطلاعا على مختلف الاتجاهات والفتوحات السينمائية على مستوى العالم. نشير إلى أن الأفلام المتبارية حول جوائز المهرجان تنتمي إلى 15 دولة: (مالي? السينغال? فرنسا? النمسا? لبنان? إسبانيا? بلجيكا? قطر? بريطانيا? بوروندي? المكسيك? هنغاريا? فنلندا? لبنان والمغرب).