«برغم الفتوى المصرية... المسجد الليبرالي في ألمانيا يفتح أبوابه للمصلين».. هكذا عنونت صحيفة «جارديان» البريطانية تقريرا سلطت فيه الضوء على رفض مسجد «ابن رشد- جوته» المعروف بالليبرالي في ألمانيا الامتثال لفتوى دينية مصرية تحرم صلاة الرجال والنساء معا في المسجد. ونسب التقرير ل سيران آتس، مؤسسة المسجد الليبرالي الذي افتتح حديثا في ألمانيا والذي يجيز للرجال والنساء الصلاة جنبا إلى جنب، كما أنه يمنع ارتداء الحجاب أو النقاب أثناء الصلاة، قولها إنها تتعهد بالضغط لإنجاح مشروعها حتى رغم الفتوى الصادرة عن دار الإفتاء المصرية، وكذا الهجوم الذي تعرض له المسجد من جانب الهيئات الدينية في تركيا بعد أسبوع من افتتاحه. وقالت آتس، 54 عاما، وهي محامية من أصول تركية ومدافعة عن حقوق المرأة:" الانتقادات التي واجهتها تشعرني بأننا أفعل الشيء الصحيح." وتابعت:" الله ودود ورحيم- وإلا ما كان خلقني بتلك الصورة التي أنا عليها الآن." وكانت العاصمة الألمانية برلين قد شهدت مؤخرا افتتاح أول مسجد ليبرالى يجمع بين الرجال والنساء فى الصلاة ويقبل دخول المثليين، حيث يعد المسجد قاعة تابعة لكنيسة سان يوحنا البروتستانتية. ويقع المسجد الذي أطلق عليه اسم «ابن رشد- جوته» نسبة للفيلسوف الإسلامى ابن رشد والشاعر والأديب الألمانى يوهان جوته، في حى "موآبيت" الذى تسكنه جالية مهاجرة والملىء بمطاعم هندية وفيتنامية للوجبات السريعة، بالإضافة إلى مقاهى يديرها مهاجرون من الشرق الأوسط. ويفتح المسجد أبوابه للمصليين من مختلف التيارات- السنية والشيعية والصوفية والعلوية-، لكنه يرفض دخول السيدات اللاتي ترتدين الحجاب أو النقاب، وهو ما تشير إليه مؤسسة المسجد بأنه «توجه سياسي." كانت دار الإفتاء قد أصدرت في ال 18 من يونيو الجاري فتوى عبر موقعها الرسمى على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» تؤكد فيها بطلان المقصد الذى من أجله أقيم هذا المسجد، وهو إدعاء أن الفصل بين الرجال والنساء فى الصلاة وإلزام المرأة بارتداء الحجاب فى الصلاة فيه شىء من التمييز ضد المرأة، وهو إدعاء باطل. وبالمثل أعرب جهاز الشؤون الدينية التركية "ديانات" مؤخرا عن استيائه ازاء مسجد جديد افتتح أخيرا في برلين يسمح للنساء والرجال بالصلاة معا، معتبرة انه "لا يتوافق" مع تعاليم الإسلام. واعلن "ديانات" الذي يشرف على الأنشطة الدينية في تركيا، إن مثل هذه الأفكار تتماشى مع مشروعات تقودها جماعة فتح الله جولن الذي تتهمه تركيا بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو الفائت. واعتبر الجهاز التركي أن المسجد "يتجاهل" المبادئ الأساسية للإسلام و"لا يتوافق مع العبادة، والعلم، والمنهج" المتوارث منذ عهد الرسول محمد قبل 14 قرنا. ويعيش بألمانيا ما بين 4.4 و4.7 مليون مسلما أغلبهم من أصل تركى، ومنهم قرابة مليونى شخص يحمل الجنسية الألمانية بحسب إحصائيات العام 2015.