اختارت الأستاذة زهراء ناجية الزهراوي، عضو بالمجلس العلمي المحلي لمراكش، الحديث عن النساء وبناء الهوية للرد على دعاوى الحجر على المرأة وبقائها في البيت . وذكرت الاستاذة الزهراوي « 375 من النساء، اشتهر قرابة ثلثهن بالانتماء إلى التصوف، وما يزيد على الربع على أساس المشاركة في السياسة، والربع اشتهرن بحمل مختلف العلوم، ثم تتوزع شهرة الباقيات على المقاومة وأعمال الاحسان والأدب والطب والفن،» في الدرس الرضاني الخامس أمام الملك ، حول موضوع «إسهام المرأة في بناء الشخصية المغربية» انطلاقا من قول الله تعالى «والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويوتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم». أوضحت، الزهراوي، أن علاقتها بالموضوع من ثلاثة أوجه، الأول ما تفيده الآية من الاشتراك بالتساوي بين الرجال والنساء في بناء النظام الأخلاقي الذي يقوم عليه المجتمع، والوجه الثاني ما يدل عليه المعروف من إتقان في العمل وبذل في العطاء وإحسان في التصرف، والثالث ما يدل عليه المعروف من وجوه لا حصر لها في باب الخير، استحسانا شرعيا أو استحسانا عقليا، « وحيث إن الشخصية المغربية التي تسهم المرأة في بنائها يقصد بها الشخصية الخيرة، أي ما أثمره الاجتهاد من سمات خاصة مميزة، فإن هذا المعروف يصبح تعريفا وهوية قائمة». وحددت المحاضرة عدة وجوه لهذه الشخصية، وهي الشخصية الدينية، والعلمية، والروحية، والسياسية، والوطنية، والاقتصادية والثقافية الحضارية، «وهذا يعني أننا لا نتوقف عند الشخصية البيولوجية أو السيكولوجية، بل نتعرض للشخصية التي تقوم على المعرفة العلمية والعملية، وتمتد إلى المهارات والإبداع والقيم والعادات والتقاليد».