قالت صحيفة «الغارديان» إن الجواسيس البريطانيين كانوا أول من لاحظ علاقة فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الروس. وينقل التقريرعن مصادر، قولها إن مؤسسة التنصت «جي سي أتش كيو»، قامت بتحذير السلطات الاستخباراتية الأمريكية، بعد أن علمت عن الاتصالات في عام 2015. وتقول الصحيفة إن الدور الحيوي الذي أدته المخابرات البريطانية جاء بعد أن شكت بوجود «اتصالات» بين شخصيات مرتبطة بترامب وبعملاء روس معروفين، أو يعتقد أنهم عملاء، مشيرة إلى أنه تم توصيل المعلومات إلى النظراء الأمنيين الأمريكيين، من خلال التبادل الأمني الروتيني. ويكشف التقرير عن أن وكالات استخباراتية غربية شاركت خلال الأشهر الستة التي تبعت الكشف البريطاني حتى صيف عام 2016، معلومات مماثلة تشير إلى اتصالات بين فريق ترامب الرئيسي والروسي، وذلك بحسب مصادر نقلت عنها الصحيفة. وتشير الصحيفة إلى أن ألمانيا وإستونيا وبولندا وأستراليا، وهي عضو من «تحالف العيون الخمس» التجسسي، الذي يضم بريطانيا والولايات المتحدة وكندا ونيوزلندا، من بين الدول التي أرسلت المعلومات ذاتها، من خلال النظام الإلكتروني التجسسي «سينغت»، لافتة إلى أن مصدرا آخر أشار إلى أن وكالة الاستخبارات الهولندية والفرنسية المعروفة بدائرة المخابرات الخارجية العامة كانت بين المشاركين. ويلفت التقرير إلى أن وكالة التنصت البريطاني «جي سي أتش كيو» لم تكن تقوم بعملية مستهدفة، أو تجمع معلومات عن فريق ترامب، وما تم الحصول عليه هو جزء من عمليات التنصت الروتينية على الحوارات بين الأرصدة التجسسية الروسية الثمينة، مشيرا إلى أن وكالات أخرى تقوم باستهداف الأشخاص ذاتهم بالتنصت، لاحظت أنماط التواصل بينهم وبين فريق ترامب. وتقول الصحيفة إن دور «جي سي أتش كيو» البريطانية هو موضوع تحقيق يجريه مكتب التحقيقات الفيدرالي «أف بي أي»، حول دور محتمل للروس في التأثير في مسار الانتخابات الرئاسية الأمريكية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. ويفيد التقرير بأن ترامب كتب تغريدة في شهر آذار/ مارس، يزعم فيها أن إدارة الرئيس السابق باراك اوباما أمرت بالتنصت على «برج ترامب»، مشيرا إلى أن المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر زعم أن «جي سي أتش كيو» البريطانية هي التي قامت بعملية التنصت، مستندا إلى تقرير في «فوكس نيوز»، ونأت القناة التلفزيونية بنفسها عن تصريحات سبايسر. وتبين الصحيفة أن المزاعم الكاذبة كانت وراء تصريحات موبخة للمسؤول الأمريكي من المؤسسة التجسسية البريطانية المعروف عنها تجنب التعليق على موضوعات تتعلق بالأخبار الأمنية، حيث وصفت الوكالة المزاعم التي أطلقها القاضي السابق، الذي تحول إلى معلق تلفزيوني، أندرو نابوليتانو ب»التافهة»، وقال متحدث باسم «جي سي أتش كيو»: «إنها تافهة بالمطلق، ويحب عدم التعليق عليها». وينوه التقرير إلى أنه بدلا من ذلك، فإن المصادر اعترفت بأن «جي سي أتش كيو» أدت دورا في دفع تحقيق «أف بي آي» في العلاقات المحتملة بين فريق ترامب والروس، الذي بدأ في تموز/ يوليو 2016، حيث وصف مصدر الدور البريطاني بأنه الأساس الذي كشف عن الوضع. وتورد الصحيفة نقلا عن المصادر، قولها إن «أف بي آي» و»سي آي إيه»، كانتا بطيئتين في التعامل مع الكشف البريطاني، وذلك في موسم الانتخابات، حيث يعود هذا إلى الحظر على المؤسسات الأمنية الأمريكية، الذي يقضي بعدم التجسس على الاتصالات الخاصة للمواطنين الأمريكيين دون إذن رسمي، وقال مصدر: «لقد تم تدريبهم على عدم عمل هذا»، وأضاف: «يبدو أن الوكالات (الأمريكية) كانت نائمة، وكانت (الوكالات الأوروبية) تقول إن هناك اتصالات تجري بين أشخاص مقربين من ترامب وأشخاص يعتقد أنهم عملاء روس، ويجب أن تقلق من هذا الأمر»، وقال «كانت الرسالة: احذر هناك أمر ليس صحيحا». ويذكر التقرير أنه بحسب رواية، فإن مسؤول وحدة «جي سي أتش كيو» في حينه روبرت هانيغان، قام بتمرير المعلومات في صيف 2016 إلى مدير المخابرات الأمريكية جون برينان، وكان الموضوع حساسا جدا لدرجة أنه تم التعامل معه على مستوى المديرين، لافتا إلى أنه بعد بداية بطيئة، فإن برينان قام باستخدام معلومات «جي سي أتش كيو» ومعلومات من مؤسسات أمنية أخرى لإجراء تحقيق داخلي، وفي آب/ أغسطس قدم برينان تقريرا سريا للجنة، التي تعرف بعصابة الثمانية، التي تضم المسؤولين البارزين من الحزبين في الكونغرس، وأخبرهم أن الوكالة لديها معلومات عن احتمال حصول فريق ترامب على دعم من الكرملين. وبحسب مصدر، فإن برينان لم يخبر المسؤولين في الكونغرس عن مصدر المعلومات، وبعد ذلك تم إخبار أوباما شخصيا أن مصدر المعلومة جاء من وكالة «جي سي أتش كيو» البريطانية. وتشير الصحيفة إلى أن مصدرا قال إن المخابرات الأمريكية كانت متأخرة في دخول اللعبة، لافتة إلى أن مدير «أف بي أي» جيمس كومي غير موقفه بعد الانتخابات وفوز ترامب، ويبدو أن تحول ترامب ارتبط بقرار المحكمة بشأن قانون التجسس الأجنبي، الذي سمح لوزارة العدل بالتحقيق في مصرفين يعتقد أنهما جزء من عملية التأثير السرية للكرملين. ويفيد التقرير بأن هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» قالت إن المعلومة جاءت من دولة في بحر البلطيق، ويعتقد أنها إستونيا. وتقول الصحيفة إن صحيفة «واشنطن بوست» أشارت يوم الأربعاء إلى أن الأمر بالتحقيق شمل كارتر بيج أحد المقربين من ترامب، وهو ما سمح ل»أف بي آي» ووزارة العدل بمراقبة اتصالات بيج، حيث يشك بأن الأخير، وهو مساعد سابق في شؤون السياسة الخارجية، وقع تحت تأثير عميل روسي، وشملت التحقيقات نشاطات بيج في عام 2013 مع عميل روسي ولقاءات سرية مع جواسيس روس، وينفي بيج ارتكاب أي خطأ، وتحدث عن دوافع سياسية وراء الرقابة. وبحسب التقرير، فإن كومي قرر نهاية العام الماضي تكريس جهوده من أجل التحقيق في دور الروس، وأكد في شهادة أمام لجنة الشؤون الاستخباراتية في آذار/ مارس، أن وكالته تقوم بالتحقيق في دور روسي محتمل بالتأثير في انتخابات الرئاسة. وتختم «الغارديان» تقريرها بالإشارة إلى أن كومي ومدير وكالة الأمن القومي الأدميرال مايكل روجرز أكدا أن لا أساس لمزاعم الرئيس بأنه كان ضحية تجسس من الإدارة السابقة.