تفتقت عبقرية السيد بنكيران الى حل سحري لمواجهة أزمة صناديق التقاعد: ادفعوا اكثر لتحصلوا على معاش أقل، كما سنزيد سنوات العمل الى خمس حتى يموت الموظفون مبكرا، وهكذا لن ندفع لهم معاشات لسنوات طويلة. يقول لنا السيد بنكيران ?وهو محق في ذلك- إن الحكومة لن تجد ما تدفعه للمتقاعدين بعد سبع سنوات، ويقترح لذلك الحل الثلاثي: سنزيد من مساهمة المنخرطين، ونزيد في سن التقاعد تدريجيا ليصل الى 65 سنوات، وننقص من معاش التقاعد. يحاول السيد رئيس الحكومة أن يقنعنا بحلول التجويع والتفقير والقهر وهو يخيفنا بالقول: نحن على حافة الافلاس ! يقف الموظفون والموظفات مذهولين من الصدمة ومتسائلين: ما ذنبنا نحن الذين ظللنا ندفع اشتراكاتنا بانتظام؟ يصمت السيد بنكيران مخفيا عنهم الحقيقة التالية: لا ذنب لكم، فقط لأنكم ضعفاء، ولا تشاركون بقوة في الاحزاب والنقابات، ولأن مواقفكم متذبذبة والشارع فارغ سيكون الاصلاح على حسابكم. يخفي عنا بنكيران أن سبب إفلاس صناديق التقاعد هو الفساد وضعف الحكامة، ولأن الحكومة لم تدفع ما عليها سنوات طوال، ولأنهم لا يريد موظفين جدد رغم أن التقاعد يقوم على مبدأ التضامن بين الاجيال. في الجهة المقابلة من الملعب، نقاباتنا العتيدة جدا اكتشفت أن الشيك الذي قبضته يوم 6 أبريل بدون رصيد، وراحت ترفض المقترح الحكومي لإصلاح التقاعد. إنها الان تعقد اجتماعات وتصدر بيانات تنديد ووعيد. إلى هؤلاء نقول: (ترجلوا شوية) وتوحدوا، أو ارحلوا جميعا ملعونين الى يوم الدين إن تركتم من فرح يوما باغتيال شهيد الطبقة العاملة يغتالنا اليوم جميعا. نحن نعي اليوم ان الرفض وحده لا يكفي، خصوصا في أيام حكومة غير قادرة على الابداع والانتصار لمطالب الاغلبية الساحقة. هنا تبدو الحاجة الى الدفاع المستميت عن بدائل تروم تجميع صناديق التقاعد وزيادة مساهمة الحكومة والباطرونا بها، وتعزيز حكامة وتزاهة أنظمة التقاعد واسترجاع الأموال المنهوبة منها، وإجبار الدولة على الوفاء بالتزاماتها المتأخرة وزيادة التشغيل لمواجهة الخصاص في الوظيفة العمومية، وإيقاف تغطية العجز المالي لنظام المعاشات العسكري بالفوائد السنوية لنظام المعاشات المدنية. ملاحظة لها علاقة بما سبق: من أجل التعبئة المجتمعية لمناهضة إصلاح التقاعد كما تقترحه الحكومة، أطلق مجموعة من النشطاء على الشبكة الاجتماعية حملة ( #ماتقيش_تقاعدي ) على الفايس بوك وتويتر، وعريضة توقيعات الكترونية على موقع أفاز. وهي الحملة التي تحصل نتائج ايجابية لحد الان.