أصبحت الانتصارات التي تتحقق بعد التأخر في النتيجة شائعة في كأس العالم هذا العام، لذلك يبدو اختفاء الحكام - بعد بداية مهتزة للبطولة - من صدارة العناوين ملائما ليسمحوا لكرة القدم الممتعة بالاستحواذ على الاهتمام. وحذر نيكو كوفاتش، مدرب كرواتيا، من "سيرك" بعد ركلة جزاء مثيرة للجدل احتسبها الحكم الياباني يويتشي نيشيمورا في المباراة الافتتاحية، والتي حولت سير المباراة لصالح البرازيل. وفي المباراة التالية مباشرة، حين التقت المكسيك مع الكاميرون ألغي هدفان وليس هدف واحد، سجلهما جيوفاني دوس سانتوس بعد قرارات تسلل تركت اللاعب في حالة غضب. وأنقذ أوريبي بيرالتا ماء وجه الحكام ومنح الفوز بهدف واحد للمكسيك، لكن إن كانت المباراة انتهت بالتعادل أو بفوز المنتخب الكاميروني، فإن القرارات لم تكن ستنسى بسهولة. وتبدو هذه القرارات المثيرة للجدل كذكرى بعيدة الآن وسط سيل من المباريات الممتعة منذ ذلك الوقت، وقال ماسيمو بوساكا، المسؤول عن الحكام في كأس العالم، إنه سعيد بالمستوى العام. وأبلغ بوساكا رويترز يوم الأربعاء عن طريق البريد الالكتروني "من المستحيل على أي حكم عدم ارتكاب أي خطأ طيلة 90 دقيقة.. والأمر نفسه بالنسبة للاعبين." وأضاف "نحاول تقليل الأخطاء وعدم التأثير في النتيجة. بشكل عام أعتقد أننا نقوم بعمل جيد جدا، وأشعر بثقة بالنسبة لبقية البطولة." ورفض بوساكا التعليق على وقائع معينة خلال الأسبوع الأول من البطولة، رغم أنه في اليوم الثاني دافع عن ركلة جزاء نيشيمورا. وقدر الحكم أن يتم تذكر قراراته السيئة ونسيان القرارات السليمة. لكن بمرور الوقت في البرازيل برهنت عدة تدخلات حاسمة من الحكام على صحتها، حتى لو لم ير الطرف الآخر الأمور بهذه الطريقة. ووجهت انتقادات للحكم الأوزبكي رافشان إيرماتوف لتسببه في توقف اللعب كثيرا خلال المواجهة في المجموعة الخامسة بين الإكوادور وسويسرا، لكنه عوض ذلك بقرار حاسم باستمرار اللعب لينتزع المنتخب السويسري انتصارا مثيرا في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدل الضائع. وفي مثال آخر على التحكيم الجيد أعطى الحكم البرازيلي ساندرو ريكي إنذارا ثانيا للاعب وسط هندوراس ويلسون بالاسيوس، بعد أن دفع الفرنسي بول بوغبا قبل ثوان على نهاية الشوط الأول. وسجل كريم بنزيمة من ركلة الجزاء، التي أسفر عنها الخطأ، وبالنسبة لكثير من المحايدين تحققت العدالة إذ لم يسفر أداء هندوراس الذي يعتمد لحد كبير على الالتحامات العنيفة عن شيء سوى الهزيمة 0 - 3 . كما شهدت المباراة أول استخدام لتكنولوجيا خط المرمى في كأس العالم. وبالعين المجردة كان من شبه المستحيل التأكد مما إذا كانت الكرة بأكملها تخطت خط المرمى، بعد أن ارتدت من حارس هندوراس، نويل باياداريس، لكن التكنولوجيا الجديدة أظهرت دخولها المرمى بسنتيمترات قليلة وتم احتساب الهدف. وقال بوساكا "بالنسبة لنا كان من الرائع الحصول على تأكيد على أن النظام يعمل." وأضاف "لم تكن هناك شكوك لدينا، لكن استخدام تكنولوجيا خط المرمى في المران أمر مختلف عن رؤية لحظة كهذه في الملعب خلال مباراة مهمة. في بعض المواقف يكون من المستحيل رؤية ما حدث بعين البشر." وواحدة من الأشياء الأخرى الجديدة لحكام كأس العالم هذا العام، هي استخدام الرذاذ "المتلاشي" لتحديد المسافة الصحيحة، التي يجب أن يقف عندها المدافعون بعيدا عن الكرة. وربما تكون هناك العديد من التغييرات التحكيمية في الطريق، بعدما اقترح سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) الأسبوع الماضي استخدام نظام يسمح للمدربين بمراجعة قرارين للحكم عن طريق الفيديو. وفي الوقت الحالي تعتمد الفرق والمشجعون في البرازيل على الحكم البشري في كل قرار تقريبا ويأملون أن يتم نسيانها. وقال بوساكا "كلما قل انتباهك للحكم أصبح مستواه أفضل.. هذا هو المبدأ العام، وبالتأكيد هذا هدفنا. نحن لسنا اللاعبين الرئيسيين في الملعب."