أنا أيضا بعثت برسالة إليك، قبيل وفاتك بقليل. مثلك أشعر أن مائة عام من العزلة خلقت العالم في ذهن قارئها: كاملا بسياسييه وتجاره وحافته وسحرته وقاراته المليئة بالروايات والأجداد. ومثلك أيضا: تعلقت بالحب، في صراع مرير مع الكراهية، كانت تنتصر فيه.. الكوليرا والذاكرة. وأنا مثلك، أريد أن أعرف تفاصيل يوميات موت معلن، أكتبها، ثم في تمرين أدبي غير مسبوق أنقلها بحذافيرها. في العنوان وفي الإحساس معا. ومثلك : سيغفر لي أعدائي أنني لا أجيد موتي، وإني، في كل موت أعيد نفس الأخطاء أمشي إلى حتفي مبتسما، مثل عريس أو أراود حدادي حزنا علي. لا أملك نهايتي، وأسال الاحتمالات « كم مرة سينتهي أمري»؟ * مثلك وأنت ترسم أعداءك الموزعين بالتساوي على الكتب والشخصيات سأصيح : يا أعدائي الألداء صفوا موتي بما يحلو للعدو أن يضمد أقداري بمناديل الوداع أو بسهام في الحنجرة ومثلك تتراءي لي الحرب في رسائل الحب، تأتيني من جبهات الأصدقاء، ويموت الذي يموت مني ، ولا أتقن الموت في ما تبقى مني.. تتراءي لي الحرب كقمر بين القصب كم قمر يعلو علي ليدلني .. إلى حتفي، وينسى قليلا أنني غر في النهاية، وأنا أعيد الكرات مرات عديدة، لعلي أتقن جنازتي ؟ ومثلك : لا أحد يعود إلي من شقوق الخيال لكي يكتبني تاما في .. الحتف وفي النهاية المعلنة. مثلك، أيضا، أحلم بأن يكون هناك عالم صحافي مغاربي، كما صنعت الصحافة الأمركيو لاتينية الجديدة، وأخضع للتحميض الطويل في مختبر الحكي الروائي لعلي أنجح عزلة تليق بي. ومثلك، أتلصص على حياة الجنرال الدكتاتور، وأضفي عليه من هزلي.. وأشعر بحزنه العميق وهو يموت بدون أن يستحق حبا خالصا واحدا. ومثلك أردد بأن السلطة بنت كلب عندما لا تملك من نفسها سوى .. العض. ولا تملك من وسائل الحكم سوى القتل. يا صديق كل الخيالات الناشئة، والتي شابت على مقاعد الكون والمدرسة، كيف تكون الموت مكتملة؟ * قصيدة لدرويش