«ما بغينا رشوة مابغينا تدويرة بغينا الممرض تكون قيمتو كبيرة»، بهذا الشعار صدحت حناجر المئات من الطبلة الممرضين يوم السبت 29 مارس في مسيرة وطنية بالرباط، نظمتها لجنة التنسيق الوطني لطلبة وخريجي المعاهد العليا للممرضين. وقد سبقت المسيرة أشكال احتجاجية أخرى، منها مقاطعة الدروس والتداريب لحوالي شهرين دون أن يفتح باب الحوار، ووقفات في المعاهد والمستشفيات ومقرات حزب التقدم والاشتراكية وحزب العدالة والتنمية الحاكم، وكذا اعتصامات في المديريات الجهوية لوزارة الحسين الوردي. كما يقاطع الأساتذة المداومون مهام التدريس بسبب عدم تثمين عملهم في نظام التكوين الجديد. وجدير بالذكر أن السنة الماضية عرفت احتقانا غير مسبوق بين وزارة الصحة وتنسيقيات الممرضين، انتهت بخلق نظام تعليم جامعي لتكوين الممرضين، لكنه نظام أقصى الطلبة الحاليين والخريجين السابقين، مما أثار موجة استياء لدى جسم التمريض. ويؤكد محمد أمين بوهريد (ممرض من الفقيه بن صالح) أن «لجنة التنسيق الوطني تجمع جميع المكونات التمريضية من ممرضين مزاولين وطلبة وخريجين معطلين، وأحد أهم مطالبنا إرساء نظام إجازة ماستر دكتوراه لتكوين الممرضين إسوة بالدول المتقدمة وأخرى مجاورة، وفعلا تحقق هذا المطلب، لكننا صدمنا بحرماننا كممرضين وطلبة السنة الثانية والثالثة من الاستفادة من هذا النظام وبالتالي تسقيف مطالبنا. أهكذا يريد وزير الصحة تحفيز الموارد البشرية؟ « ، يتساءل هذا الممرض. وحسب بيان التنسيقية، يطالب الممرضون في المغرب بتحيين القوانين المنظمة للمهن التمريضية، والتي لم تتغير منذ ظهير 1960، وإنشاء المجالس الوطنية الاستشارية لمهن الممرضين والقابلات والتقنيين الصحيين على غرار الأطباء والصيادلة وجراحي الأسنان، وتفعيل مؤسسة الأعمال الاجتماعية، وخلق نظام تكوين جامعي للجميع على غرار دول أخرى كما توصي بذلك منظمة الصحة العالمية والمجلس الدولي للتمريض. «جل هذه الإصلاحات تحولت الى مشاريع قوانين مجمدة في ثلاجة الامانة العامة للحكومة، أو أنها خرجت الى الوجود بشكل مشوه وغير مرض» يقول البيان.