دعا حزبا «حركة مجتمع السلم» و«حركة النهضة»، المحسوبان على تيار الإخوان المسلمين في الجزائر، إلى مقاطعة انتخابات الرئاسة المقرّرة في 17 أبريل المقبل، بعد أن أعلن رئيس الوزراء أن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة سيترشح للانتخابات لتولي ولاية رئاسيّة رابعة، وبالتالي يمدد سلطته المستمرة منذ 15 عاما. وجاءت في بيان أصدره، مساء أمس الأوّل، هذان الحزبان الإسلاميان بالاشتراك مع حزب «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية» العلماني، دعوة للشعب الجزائري إلى «مقاطعة الانتخابات الرئاسية المحسومة سلفا لما تكتسيه من مخاطر على مستقبل البلاد». كما دعت الأحزاب الثلاثة كل المترشحين إلى الانسحاب من هذه «المهزلة الانتخابية المعلومة النتائج في غياب شروط النزاهة والحياد». ونادت ب«إقامة ندوة حوار وطني تشمل كل الفاعلين السياسيين لتجاوز الوضع المتعفّن الذي تمرّ به البلاد وبلورة تصوّرات مستقبلية تفضي إلى الاستقرار وتأمين مستقبل الأجيال». وأكد المكتب التنفيذي الوطني لحزب «حركة مجتمع السلم»، التي تُمثل التيّار الرئيسي لإخوان الجزائر، أن «طريقة إعلان ترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة تزيد من ضبابية المشهد السياسي وإدخال الشك في مصير البلاد، حيث لا يصح أن يتم الإعلان عن موقف مهم مثل هذا بالوكالة، وهو ما يجعله يتوقع أن الحكم سيكون بعد الانتخابات الرئاسية هو الآخر بالوكالة، مما سيفاقم مشاكل البلد ويزيد في حجم الفساد ويؤدي إلى شلل تام للتنمية الاقتصادية وغياب منطق الدولة والقانون». وأضافت قيادة الحزب الإسلامي، الذي يرأسه عبد الرزاق مقري، أن «إعلان رئيس الوزراء لترشح رئيس الجمهورية دليل آخر على عدم حياد الإدارة، بعد الحملة الانتخابية المسبقة التي قام بها رئيس الوزراء في كامل الولايات وربط المشاريع الموعودة للمواطنين بتصرفهم الانتخابي». وأوضحت، في بيان أصدرته أول أمس، أن تصرّف رئيس الوزراء يعد خرقا للقانون والدستور باعتباره رئيسا للّجنة الوطنية للإشراف على الانتخابات الرئاسية، ولا يسمح له أن يتدخل في تصرفات المترشحين. والجدير بالذكر أنّ بوتفليقة نادرا ما ظهر في مناسبات عامة منذ إصابته بجلطة دماغية نقل على أثرها إلى مستشفى في باريس للعلاج في العام الماضي، لكن الحكومة قالت إن الرئيس البالغ من العمر 76 عاما سيخوض مرّة أخرى الانتخابات التي ستجري يوم 17 أبريل القادم.