بحضور نوعي وكمي لافت تجاوز 1200 من المؤتمرين والضيوف وعلى إيقاع الشعارات الاتحادية، عقدت الاتحاديات والاتحاديون زوال الأحد 26 من الشهر الحالي مؤتمرهم الإقليمي السادس بالمركب الثقافي تحت شعار: نضال مستمر لرد الاعتبار للإقليم كقاطرة للتنمية المستدامة بالجهة عرس اتحادي ذلك الذي احتضنته خريبكة، ضيوف من كل الحساسيات الحقوقية والجمعوية والنقابية والسياسية والرياضية ومن مختلف جهات المملكة يتقدمهم الكاتب الأول الأخ إدريس لشكر ورئيس اللجنة الإدارية برلماني الإقليم حبيب المالكي وعضو المكتب السياسي عبد الكبير طبيح والكاتب الجهوي عبد الحق بوزيان والممثل الجهوي للمجلس الوطني لحقوق الإنسان ذ علال البصراوي. هذا العرس قدم له وباحترافية عالية الأخوان عادل الحسني ومديحة الكناني إلى جانب الكلمة الترحيبية التي ألقاها باللغة الامازيغية حسن بوضيمان، بعدها تم عرض شريط فيديو عن كرنولوجية النضال الاتحادي وطنيا وإقليميا. الكاتب الإقليمي الأخ إدريس سالك ذكر بالسياقات العامة التي ينعقد فيها المؤتمر الإقليمي السادس، سياقات أكد على أن المؤتمر يجب أن ينطلق فيها من مرتكزين أساسيين: أولهما استحضار المرجعية الاتحادية من خلال مقررات المؤتمر الوطني السادس وثانيهما الإجابة الشفافة عن انتظارات مواطني الإقليم في التشغيل والصحة والسكن والتعليم مع التأكيد على رد الاعتبار كذلك للإقليم كقطب عمالي وجامعي وذلك على ضوء نتائج الحراك الاجتماعي ومساهمة الحزب فيه وما ترتب عنه من دستور جديد بصلاحيات واسعة لرئيس الحكومة والتي اعتبرها مشلولة وظيفيا وسياسيا، متأسفا في ذات الوقت على الهوة الكبيرة بين روح الدستور الجديد والاداء الحكومي الباهت. إقليميا تطرق سالك إلى المحطات التنظيمية ما بين المؤتمرين مقدما حصيلة الكتابة الإقليمية، منوها في نفس الوقت بمساهمة الأخ المالكي في تحديث البنية التحتية وخاصة التعليمية منها، متأسفا عن غياب الإرادة الحقيقية للمسؤولين الإقليميين لحل مشاكل ساكنة الإقليم ورفع الحصار الأمني والمتابعات عن أبنائه، كما وجه خطابا وبالواضح إلى المسؤولين بالإقليم وكذا إلى الجهات المركزية من أجل إيجاد حل للوضع التدبيري الشاذ لبلدية بوجنبية مع التشديد على فتح تحقيق نزيه في شأن خروقات رئيس مجلسها، مبرزا في ذات الوقت تخوف كل ساكنة إقليمخريبكة من عملية قرصنة بعض المصالح الخارجية وتهريبها إلى المدن المجاورة كبني ملال وسطات (العمران ، الكهرباء، الفوسفاط، الوكالة الحضرية..) وحرمان الإقليم من أخرى ك(الطاقة والمعادن والخارجية والجمارك وبنك المغرب..)، كما نبه سالك إلى النتائج السلبية لاستمرار فرض الطوق الأمني وخاصة على شباب خريبكة (حي لبيوت كمثال) والنخلي عن المتابعات القضائية في حق شباب الإقليم ، مع تحمل السلطات لمسؤولياتها لفك النزاعات القبلية حول أراضي الجموع بدلا توظيفها إداريا وسياسيا. سالك ختم بالحديث عن الأهمية المالية التي تترتب عن السيولة النقدية التي يوفرها أزيد من 30.000 من أبناء الإقليم الذي يعملون في وضعية قانونية بالخارج، مشيرا إلى أن أموالهم تهرب إلى فرعي بنك المغرب ببني ملال أو سطات مقترحا إحداث فرع لهذا البنك بمدينة خريبكة.. ورقة الأخ سالك كانت بمثابة تقرير أدبي لامس كل الهوامش والمواضيع والمحطات الإقليمية التنظيمية والتعبوية والاجتماعية والحقوقية ليحظى التصويت عليه بالإجماع.الكاتب الأول الأخ إدريس لشكر عبر عن سعادته الكبيرة بحضوره بين مناضلات ومناضلي الإقليم بالرغم من التزاماته الحزبية والسياسية الكثيرة، حضور قال بأنه يرتكز على ثلاث محطات يتقاطع فيها التاريخي بالسياسي والتنموي: المحطة الأولى حضور لتكريم الذاكرة الوطنية والاتحادية لإقليم ساهم أبناؤه في دحر المستعمر وأذنابه من الخونة مستدلا في ذلك على المحاكمات الشهيرة لسنتي 1953 - 1954، وثانيهما كون الإقليم معقلا للحركة النقابية والسياسية، مستعرضا يعض الوجوه المحلية التي بصمت التاريخ السياسي والنقابي للمغرب كحبيب المالكي والمرحومين عبد الله الشرقاوي والمختار السكتاني والمدني عياش والحسين الكافوني، وعرج لشكر على المحطة الثالثة مركزا على ثروة الفوسفاط التي شدد بشأنها على ضرورة أن تتعامل الحكومة المغربية مع قطاع الفوسفاط تعاملا استراتيجيا يكون في خدمة قضايانا التنموية والسيادية في أفق إنصاف أبناء الإقليم من خلال شراكة استراتيجية بين الحكومة والمكتب الشريف للفوسفاط تروم تدبير الخدمات الاجتماعية والتكوينية وعلى رأسها تشغيل أبناء الإقليم وخاصة أبناء متقاعدي الفوسفاط متأسفا على تجاهل الحكومة للمطالب العادلة لأبناء الإقليم وحقهم في العيش الكريم، ومستغربا في ذات الوقت من تخلي حكومة بن كيران عن دورها السياسي والتدبيري والتنموي، معتقدة خطئا بأن المكتب الشريف سينوب عنها في هذا السياق. كما تناول الأخ الكاتب الأول الوضع الصحي البئيس بالإقليم والذي لا يتناسب مع تضحيات ساكنته وعلى ما يقدمه من دعم كبير للاقتصاد الوطني من خلال مادة الفوسفاط، مطالبا في ذات الوقت بإحداث مستشفى جامعي بمدينة خريبكة وبالتسريع واحترام السقف الزمني المقرر فيه فتح هذا الطريق السيار والذي تم تجاوزه مع تشديده على ضرورة أن تحظى الجماعات المنتجة للفوسفاط بأهمية تنموية خاصة، وأن تتحمل الحكومة كامل مسؤولياتها في شأن تنمية الإقليم ورد الاعتبار له ورفع الطوق الأمني عن أبنائه. وعرج الأخ الكاتب الأول على الشأن الوطني بعد خطاب 9 مارس التاريخي والتصويت على دستور 2011 ، تحولات تم استغلالها بشكل مستفز فبدل إنزال مضامين هذا الدستور تم تفعيل الزرواطة في أبشع صورها ضد كتاب الضبط والأساتذة والمعطلين، بل لأول مرة تقوم حكومة مغربية بمقاضاة الأطر العليا في حق مشروع لهم.. أنها انتظارات اعتبرها مقيتة وتتحمل حكومة بن كيران كامل تبعاتها والتي لم تنجز حتى الآن من آليات الحكامة التي نص عليها الدستور إلا قانون التعيينات في المناصب العليا، إذ تتم عقب كل مجلس حكومي توزيع الكعكعة بين مكونات هذه الحكومة. كما تناول لشكر نية هذه الحكومة في إصلاح نظامي التقاعد والمقاصة، مستغربا من كونها مقبلة على إصلاح نظامي التقاعد والمقاصة و 70 في المائة من المغاربة غير معنيين، لأنهم لا يشتغلون وسيكتوون بالزيادات الصاروخية بعد مراجعة صندوق المقاصة، إذ ستلتهب أسعار المواد الأساسية التي تهم قوت الفقراء. كما تناول الأخ الكاتب الأول ملف الفساد ومحاربة الرشوة والذي كان من أولويات البرنامج الانتخابي للحزب الاغلبي، مشددا على أن محاربة الفساد لا يجب أن تبقى رهينة الشعارات، بل هي بحاجة إلى قانون يصادق عليه البرلمان، معتبرا كذلك أن من يريد محاربة الفساد لابد من محاكمة المفسدين ولو كانوا من قيادة حزبه، كما حصل في ميدلت ومكناس وبإقليمسيدي قاسم، مؤكدا على أنه لا يوجد في الأجندة الاتحادية العمل على إسقاط الحكومة ولكن توجيه عملها وعلى الحكومة إن تميز بين المعارضة البناءة وبين تهديدها بالنزول إلى الشارع مقدما أمام الضيوف والمؤتمرين وبالأرقام ما تحقق للمغرب في عهد حكومة التناوب وبين إغراق البلاد في المديونية الخارجية التي لم تصل إلى نفس الوضع الحالي عبر تاريخ كل الحكومات المغربية إلى ما وصلت إليه ألان. وأن التهديد بالخروج إلى الشارع، يضيف لشكر، أسلوب ابتزازي فطن إليه كل المغاربة منوها في هذا السياق بانفتاح حركة النهضة في تونس على كل الحساسيات والاقتراحات التي تقدمت بها المعارضة بدليل موافقتها على تضمين الدستور الجديد لتونس تحريم تعدد الزوجات وتجريم التكفير الذي يهددنا به الظلاميون في المغرب، معتبرا أن الفرق بين الحداثيين وهؤلاء الظلامين كوننا نريد إسلاما متفتحا معتدلا ومتسامحا، وهم لا يرون في الإسلام إلا تعدد الزوجات. لشكر ختم كلمته على إيقاع الشعارات الاتحادية والوطنية الحماسية، ليترأس بعدها حفل تكريم ثلة من مناضلي الحزب ونقابييه المحليين والوطنيين والذين قدموا تضحيات جسيمة من أجل الوطن والإقليم وهم: *محمد خلوقي، أحمد ولد الضاوية، الشافعي لعبيد، الأخت فاطمة العافي، محمد عدني، الحسين الكافوني. وفي جو جد مؤثر وبإلحاح من كل المؤتمرين لم يستطع إدريس سالك إخفاء دموع الثقة التي وضعها المؤتمرون الذي قدموه كاتبا إقليميا عليهم.