ربما يعتقد الوزير محمد أوزين أنه نجح, في خرجاته السينمائية المتلفزة الأخيرة, في إقناع المغاربة بجدارته في تحمل حقيبة الوزارة وقطاع الرياضة خاصة بعدما قام بمداعبة الكرة لأكثر من 20 مرة داخل استوديو قناة دوزيم في برنامج - رشيد شو- في الأسبوع الماضي؟ حين جعله منشط البرنامج الشاب يرقص على رجل واحدة وكأننا في مشهد لحلقة من حلقات ساحة جامع الفنا بمراكش؟؟؟؟ الوزير أخطأ بكل تأكيد في اعتقاده, وأخطأ وهو يتوهم أنه سيقنع بمجرد أنه سيخرج عينيه في الكاميرا وسيفتح فمه واسعا لقاموس غريب من العبارات والكلمات.. أكيد أن التلفزة وبرامجها التي مر فيها قد فضحته, وفضحت مسؤولا وزيرا تبين أنه يستجدي الأفكار والاقتراحات كما يستجدي طبيبا نفسيا لمعالجته..وفضحته لأنه أكد وهو يتوسل مستشاري الغرفة الثانية, وهو يكرر توسله في البرنامجين ? رشيد شو ? و- بالواضح- على مساعدته على إيجاد حلول لمشاكل الرياضة المغربية, ما يعني بالواضح أن الوزير الرياضي الواعر بزاف الذي لا يشترى ولا يقبل الرشوة لأنه غالي بزاف, لا يملك أي برنامج أو أية استراتيجية للنهوض بالرياضة الوطنية.. ولكي يثبت للمغاربة أنه واعر بزاف, قالها بصراحة وبوضوح بمناسبة حلوله ضيفا على برنامج "بالواضح" الذي بثته قناة الرياضية يوم الثلاثاء: أنا ضد إنجاز ملعب كبير في الدار البيضاء.. ولماذا نصرف غلافا ماليا كبيرا من أجل ملعب لن نستفيد منه؟ الوزير أوضح أن المشكل ليس في بناء ملاعب كبيرة، ولكن المشكل في كيفية تشغيلها بشكل دائم حتى تتمكن من توفير مداخيل وعائدات. وأضاف أنه لا يعقل أن تبنى ملاعب كبيرة بأموال طائلة ولا تشغل سوى لاستقبال مباريات المنتخب الوطني لكرة القدم, وكأن الوزير ليس مسؤولا عن وضع مخطط لتشغيل المركبات الرياضية وليست لوزارته شركة تلتهم أموالا طائلة مهمتها الإشراف على مثل هذه الملاعب الكبرى. الوزير أسقط بتعمد وإصرار كافة العوامل والدفوعات التي انبنت عليها الاتفاقية الموقعة سنة 2008 أمام الملك محمد السادس وبمباركة ودعم من جلالته، واعتبر فكرة إنجاز الملعب الكبير خاطئة وغير ناجعة, يا سلام, الوزير يفهم أحسن من كل من رأى في بناء ملعب كبير للدارالبيضاء إنجازا مفيدا لم تتردد عدة جهات وبمباركة من جلالة الملك في الموافقة على تمويله ودعمه.. الوزير لم يقف عند ذلك الحد، فقد طالب الصحفي مستضيفه بمساعدته على إيجاد أفكار وحلول ومخططات تهم طريقة تشغيل الملعب الكبير بالدار البيضاء في حالة إنجازه، تكون مفيدة وتوفر بعض العائدات وكأن الوزير وبعد سنتين من جلوسه على كرسي الوزارة، لا يزال عاجزا عن إيجاد الحلول والأفكار في قطاع هو المسؤول الأول عن تدبيره، ومن المفروض أن يدير شؤونه وفق برنامج واضح ووفق منظور من المفروض أيضا أن يكون منبثقا عن برنامج حزبه وأغلبية حكومته الذي يشكل أساسا تعاقدا بينه وبين الشعب وربما تناسى الوزير أو تجاهل ما تضمنه الخطاب الملكي الأخير الذي أراد فيه جلالة الملك أن تصبح الدارالبيضاء قطبا عالميا, أليست الرياضة بمنشآت عالية المستوى فاعلا استراتيجيا في الوصول إلى العالمية؟. هو نفس المطلب طرحه الوزير خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين في زوال نفس يوم الثلاثاء، حيث رد على سؤال لمستشار حول قطاع الرياضة الوطنية ومشكل البنيات التحتية، بمناشدة المستشارين ونواب الأمة بمساعدته باقتراح أفكار وحلول، مدعيا في نفس الوقت أنه يبحث عن عقد شراكات مع مختلف الجماعات الحضرية والقروية ولم يجد أي تجاوب، مع أن الحقيقة تؤكد أن مكتب الوزير يحفل بملفات عقود شراكات عديدة لكنها دون تفعيل، والأمثلة في هذا الصدد كثيرة ومتعددة. في البرنامج التلفزي، اتهم الوزير أوزين الصحافة الوطنية بانخراطها في شبكة خيوطها تحركها لوبيات دأبت على الاقتيات من المال العام دون حق. وأكد أن بعض الشركات التي لا تمنح لها صفقات الوزارة، تنتفض وتشغل الصحافة من أجل خلق التشويش. ولم يتردد في وصف ما تنشره الصحافة بالترهات وبالأكاذيب، وذلك في محاولة للتهرب من مسؤوليته بعد إخفاقه في ضبط المشهد الرياضي المغربي..