حذرت دراسة طبية من أن تعرض الطفل منذ نعومة أظفاره، في مرحلة ما قبل التمدرس، للتجاهل والعنف وسوء المعاملة، يؤثر سلبا على آلية وظائف المخ، مما يعرضه لمشكلات سلوكية تستوجب التدخل السريع. وكان فريق من الباحثين البريطانيين بجامعة «ليفربول» قد أجرى مسحا وتحليلا شاملا لنتائج نحو 42 دراسة طبية، أجريت في هذا الصدد، وشملت أطفالا من سن العام وحتى ستة أعوام، تعرضوا للتجاهل والعنف وسوء المعاملة، ويعانون من اضطرابات سلوكية ونفسية حادة. وكشفت الدراسة التي نشرت في مجلة «طب الأطفال» للجمعية الطبية الأمريكية، أن إهمال الطفل المعتدى عليه، يجعله فريسة للاضطرابات السلوكية والنفسية ليصبح أكثر ميلا للانطواء، إلى جانب تغيير في كيمياء وظائف عدد من خلايا المخ ما يجعله أكثر ميلا للعدوانية والعنف، وتدهور صورته الذاتية أمام نفسه. الاكتئاب عند الأطفال كان الخبراء يعتقدون أن الكبار فقط يمكن أن يصابوا بالاكتئاب، لكن تبين على أن الأطفال بدورهم معرضون لهذه الحالة النفسية التي تتطلب العلاج، إذ بينت الدراسات أن 3 أطفال من بين 100 يكونون عرضة لهذا السلوك النفسي، في حين أن تسعة من بين 100 مراهق يعانون من الاكتئاب الحاد. ما هي أعراض الاكتئاب عند الأطفال؟ قد يكون الطفل مصابا بالاكتئاب إذا كان سريع الانفعال، حزينا أو يعاني من الملل في معظم الوقت، لم يعد يجد أي متعة في الأشياء التي كان يستمتع بها في الماضي. والطفل المصاب بالاكتئاب قد يتعرض لزيادة أو نقصان في الوزن، ينام أكثر أو أقل من اللازم، يشعر بالعجز أو الذنب، يعاني صعوبة في التركيز، التفكير واتخاذ القرارات. غالبا ما يتم التغاضي عن أعراض الاكتئاب عند الأطفال في البداية، وأحيانا يكون من الصعب أن نفهم بأن كل الأعراض تتعلق بنفس المشكلة، كما أن الأعراض قد تتغير بحسب عمر الطفل. ومن بين الملاحظات المسجلة في هذا الصدد أن الأطفال الصغار جدا قد يكونون خاملين ويصبحون منعزلين، قد يظهرون القليل من العواطف فقط، ويظهرون وكأنهم يشعرون بالعجز، ويجدون صعوبة في النوم، بالإضافة إلى المعاناة في سن التمدرس من الصداع أو آلام المعدة الكثيرة، وقد يفقدون الاهتمام بالأصدقاء. ما الذي يسبب الاكتئاب عند الأطفال؟ الشعور بالاكتئاب عند الأطفال، قد يرتبط بوجود خلل في توازن المواد الكيميائية في الدماغ مما يؤثر على الحالة المزاجية، وقد تؤدي عدة عوامل إلى التسبب في عدم توازن هذه المواد الكيميائية، ومن بينها تغيير المدرسة، طلاق الوالدين ، أو وفاة أحد أفراد الأسرة، تناول أدوية معينة من قبيل المضادة للألم، ثم هناك الجانب الوراثي كذلك. الاضطرابات الهرمونية والسلوك القهري من أهم أسباب البدانة أشارت دراسة علمية أجراها فريق من الباحثين الفرنسيين، تحت رئاسة البروفسور «ديدييه بانيزا»، أحد المتخصصين في طب علم التشكيل، الذي يبحث في البنيات التشكيلية للإنسان، إلى أن 5% من حالات البدانة ترجع إلى تناول الطعام بكثرة، وأن 95% من الحالات ترجع لأسباب أخرى. وأوضحت الدراسة، أن هناك عوامل يجب أخذها في الاعتبار مثل العمر، ودورة الحياة لدى الإنسان، والشيخوخة التي تبطئ عملية التمثيل الغذائي وتصعب عملية حرق الدهون، بالإضافة إلى اضطراب الهرمونات خاصة بالنسبة للمرأة. وكشفت الدراسة أن الغدة الدرقية التي يعاني منها 10% من الأشخاص وتصيب المرأة بنسبة ثلاثة أضعاف الرجل، هي أحد أسباب البدانة، بالإضافة إلى الأعراض المرضية الأخرى، وأن الإحباط النفسي والتوتر يكون مرده، بعض العقاقير الطبية، وبعض الأمراض كالكلي، والقلب، واضطراب الهرمونات. بدوره، كشف فريق علمي أمريكي عن وجود علاقة ارتباط بين الدوائر الكهربائية المخية المسببة للسلوك القهري والدوائر المسببة للبدانة، وتوصل الفريق العلمي عقب دراسات أجريت على الفئران إلى أن الفئران التي لم تمتلك الجينات الخاصة بالسلوكيات القهرية، لم تعان من السمنة المفرطة، وأوضحوا أن الدوائر الكهربائية في المخ التي تتحكم في السلوك والوسواس القهري تتشابك مع الدوائر التي تتحكم في كمية الطعام ووزن الجسم، ما يسهم في زيادة دورها في مشكلة اضطرابات الغذاء.