فرحانة عياش، المذيعة بإذاعة ميدي 1، اسم لامع في الاعلام المسموع بالمغرب وهي القادمة من مدينة العيون، حيث إنطلقت بإذاعتها الجهوية، لتصل إلى اذاعة ميدي1 . مع انطلاقتها بإذاعة العيون تابعت فرحانة عياش دراستها الجامعية، ثم إستأنفت بالمرحلة الثانية بالإذاعة المركزية بالرباط التي كانت بالنسبة لها تجربة مميزة وفريدة من نوعها على مستوى الممارسة الإعلامية، وشاركت بدورات تكوينية عدة بكل من القناة التلفزية الثانية وبعض الجرائد المحلية بمدينة العيون، لتأتي التجربة العملية الأولى وهي إذاعة ميدي 1 التي إلتحقت بها في عام 2004 التي تعتبرها «عائلتها الكبيرة» حيث تعد وتقدم برنامج النصائح الصباحية وهو برنامج توعوي وصحي وبرامج أخرى أشهرها برنامج الإهداءات الموسيقية «بيت الصداقة». { في برنامجك بيت الصداقة، على ماذا كنت تعتمدين في إختيارك؟ هذا البرنامج الذي نال شهرة واسعة يقوم على إشرافه وإعداده طاقم كبير يقوم بإحصاء المستمعين من خلال الإيميلات وترتيب الطلبات، بالنسبة للفقرة الخاصة فبعدما يتراكم عدد كبير من الطلبات لفنان معين نقوم بتقديم خاص له في تلك الليلة ولقاء مباشر له مع المستمعين. في فترة سابقة كنا نستقبل المكالمات لكن، بعد تجربة الإميلات وجدنا أنها طريقة ناجحة فاعتمدناها وحافظنا على النجاح الذي حصده البرنامج. { حصر الإهداءات بالبريد الالكتروني يقلص مستمعي البرنامج؟ نتلقى إيميلات من قرى ومناطق جد بعيدة خاصة تلك الموجودة بالريف وأقصى الجنوب والتي يحقق فيها البرنامج نسبة إستماع هامة. كما أن سكان تلك المناطق أثناء تنقلهم داخل مجال تغطية الإنترنت يحرصون على إرسال إهداءاتهم وأحيانا يصلني ثلاث أربع إيميلات من نفس الشخص ومن نفس المنطقة بشكل يومي، وأستغرب من مدى إصرار المستمع على إيصال رسالته. { إنتقالك من ?«بيت الصداقة» إلى «نصائح صباحية» خيار أم ضرورة عمل؟ كان برنامج «نصائح صباحية» ضمن الخريطة البرامجية للمؤسسة بعد إستبدال الإدارة السابقة بإدارة مغربية، وبقي حريصا على رسالته التوجيهية والتثقيفية ولذلك نركز على التواصل بلغتين، اللغة المغاربية المشتركة وهي العربية واللغة الفرنسية كما تعرفين هي إحدى مخلفات الإستعمار المشتركة أيضا بين هذه البلدان،فرسالتنا صعبة حيث لأننا مطالبين بإرضاء جميع المستمعين بالمنطقة المغاربية بمختلف روافدها الثقافية. { في مجال السينما تقدمين برنامج «طوب سينما» جاءت فكرة «طوب سينما» كهروب من عالم النصائح الصباحية إلى عالم فرجة الفن السابع خاصة السينما الغربية، وهو رصد لآخر ما تعرضه صالات السينما من افلام غربية، نظرا لمستواها العالي مقارنة بالسينما العربية لا من ناحية غزارة الإنتاج ولا الجودة، وهذا ما جعل المشاهد العربي يبتعد عن مشاهدة الأفلام العربية ويستبدلها بالغربية لما يجد فيها من متعة وإرضاء كل الأذواق (سياسة، رعب، رومانسي، دراما..). ناهيك عن تطور تقنيات الإخراج وإمكانيات الإنتاج الضخمة { البرنامج يتجه نحو الإشهار أو الترويج لهذه الأفلام؟ بالضبط، كانت فكرة البرنامج هي الرجوع بجمهور هجر قاعات السينما والتي أعلن بعضها عن إفلاسه، فجاءت الفكرة من أجل إحياء هذه الثقافة وكانت تجربة ناجحة إلا أنه تم إستبدالها بنشرة النجوم التي نرصد فيها اخر أخبار الفنانين العرب من سينما و دراما و غيرها دون أي تعاقد مع الفاعلين في المجال كالمركز السينمائي المغربي أو شركات الإنتاج. { بعد الماستر المتخصص في الصحافة والتواصل هل هناك مشروع الدكتوراه؟ أن تكوين الصحفيين بات ضرورة ملحة، مما يؤهلنا كإعلاميين لنكون في المستوى المطلوب دون أن أنتقص من أي كان لكن بعض الصحفيين المغاربة لا يؤدون عملهم بأمانة، فالصحفي في أخر المطاف هو حامل رسالة نبيلة يجب أن يكون في مستواها. { خلال مسارك المهني واجهتك صعوبات عديدة؟ نعم مثلا عندما كنت طالبة بالجامعة وأعمل في نفس الوقت، لازلت أتذكر كم كنت أرتعش من الخوف والبرد وأنا أنتظر حافلة النقل أو سيارة الأجرة، التي يتعسر وجودها بذلك الوقت، من مكان إقامتي لمبنى الإذاعة لأحضر نشرتي الخامسة والسادسة صباحا، واقول للشباب الذين في أول مسارهم أن الحياة تقدم لنا بعض الأشواك كهدية لكنها التي تحفزنا على الإستمرار والعطاء، لأنه ما من درب بلا أشواك. { كيف ترين ما يشهده الإعلام المسموع بالمغرب؟ تحرير الإعلام السمعي البصري مبادرة جيدة لأنها تقدم خدمة متنوعة للمتلقي وفق ضوابط وأخلاقيات المهنة والأجمل هو أن تتنافس على الجودة والنزاهة، لكن أن تنتشر بهذا الشكل المهول دونما مراعاة للمهنية فان في ذلك عدم إحترام للمتلقي. ولنا في إسبانيا نموذجا حيث توجد مئات الإذاعات والتي تتنافس على تقديم خدمات للمواطن، لا أن تسوق له التفاهة والفكاهة بسبب أو بدونه بل و تبث أحيانا ما يخدش الحياء. { من هي الشخصية القدوة لفرحانة عياش؟ هناك الكثير من الأسماء التي أقدرها، الأستاذة اسمهان عمور بالإذاعة المركزية بالرباط والزميلة في إذاعة ميدي1 لطيفة مروان والصحفي في محطة العيون الجهوية محمد زازا و ليلى ماء العينين،الصحفية في راديو ميدي1، من أولى الصحفيات الصحراويات التي عملت بجد ولكنها دائما خلف الستار، وأتمنى أن يتم تكريمها قبل وفاتها.