يترك المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي أعلن مساء أمس الاثنين عن رحيله عن ريال مدريد الاسباني في نهاية الموسم، الفريق الملكي وهو يعرف الفشل لأول مرة في مسيرته، بعد أن أخفق في مهمته بقيادته إلى لقب عاشر في المسابقة. «بعد المحادثات التي أجريناها مع مدربنا جوزيه مورينيو، توصلنا إلى اتفاق لإنهاء علاقة العمل بيننا في نهاية الموسم»، هذا ما قاله رئيس ريال، فلورنتينو بيريز، في مؤتمر صحافي عقده يوم الاثنين في ملعب «سانتياغو برنابيو»، وأكد فيه أيضا أنه لم تحسم حتى الآن هوية خليفة مورينيو. وأضاف بيريز، الذي أعلن أيضا عن إجراء انتخابات رئاسة النادي الملكي قبل موعدها المحدد من أجل تحقيق الاستقرار في الفريق، «لم نصل إلى أي اتفاق أو نوقع أي عقد مبدئي مع أي مدرب»، وذلك في إشارة إلى التقارير التي تتحدث عن انتقال المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي إلى النادي الملكي، وإلى التهمة التي وجهها الرئيس القطري لباريس سان جرمان الفرنسي، ناصر لخليفي، للفريق الاسباني بأنه وقع عقدا مبدئيا مع المدرب الإيطالي. وكان أنشيلوني أعرب يوم الأحد عن رغبته بالرحيل عن سان جرمان قائلا بأن ريال مدريد «أحد الخيارات» المطروحة أمامه، لكنه أشار إلى أنه ينتظر قرار فريقه الحالي بشأن مستقبله معه لأنه مازال مرتبطا بعقد به تم تمديده بشكل تلقائي لعام إضافي، بعد فوز الفريق بلقب الدوري الفرنسي. ومن المرجح أن يسعى سان جرمان إلى الحصول من ريال مدريد على مبلغ 5، 7 ملايين يورو، والذي يوازي الراتب السنوي من العام الأخير في عقد أنشيلوتي، من أجل السماح للمدرب الإيطالي بالرحيل إلى «سانتياغو برنابيو»، حيث ينتظره عقد لمدة عامين بحسب ما كشفت وسائل الإعلام الاسبانية. ويأتي رحيل مورينيو عن ريال مدريد، الذي انتقل إليه عام 2010، بعد قيادته انتر ميلان الإيطالي إلى ثلاثية الدوري والكأس المحليين ودوري أبطال أوروبا، بعدما خرج النادي الملكي خالي الوفاض من الموسم الحالي، حيث تنازل عن لقب الدوري الإسباني لغريمه برشلونة وخرج من دوري أبطال أوروبا على يد بوروسيا دورتموند في نصف النهائي وخسر نهائي الكأس المحلية أمام جاره أتلتيكو مدريد الجمعة الماضي. «هذا اسوأ موسم في مسيرتي»، هذا ما قاله مورينيو بعد خسارة ريال أمام جاره أتلتيكو (1 - 2) في نهائي الكأس، مضيفا «مع لقب لا يشبع رغبات جمهور ريال مدريد (الكأس السوبر الاسبانية)، لذا فالموسم سيء». واجه مورينيو الذي تعتبر مسيرته حتى الآن مليئة بالانجازات والنجاحات، مع ريال مدريد أول خيبة أمل، حيث أشرف عليه مدة 3 أعوام من 2010 إلى 2013. وقاد مورينيو (50 عاما) فريق العاصمة الاسبانية إلى إحراز بطولة الدوري مرة واحدة وكأس إسبانيا مرتين والكأس السوبر الاسبانية مرة واحدة أيضا، لكنه أخفق في التحدي الكبير الذي كان ينتظره، وهو جلب اللقب العاشر في دوري أبطال أوروبا إلى خزائن الفريق. وعلى الصعيد الشخصي، لم يستطع مورينيو المولع بالأرقام القياسية، والتي لا يتردد لحظة بتذكير المحيطين به فيها، أن يصبح أول مدرب يحرز اللقب الأوروبي مع 3 أندية مختلفة، بعد أن قاد إليه بورتو البرتغالي وانتر ميلان الايطالي. ويترك البرتغالي الذي سبقته شهرته كمدرب متمرس في علم النفس ولطيف في علاقاته مع اللاعبين، العاصمة الاسبانية وهو على خلاف مع العديد من رجاله، وفي طليعتهم الحارس الأول إيكر كاسياس والمدافع سيرخيو راموس، وحتى المدافع البرتغالي بيبي، الذين لن يأسفوا على رحيل رجل كان على خلاف كبير مع الصحافة والجمهور وانتهى به الأمر مع اللاعبين أنفسهم. وفي كل الأحوال، يمكن التعويل على هذا المدرب المولود في مدينة سيتوبال، والذي صنع نفسه بنفسه من لا شيء، حيث بدأ مسيرته كمدرب دون أن يلعب كرة القدم على مستوى عال. ولن يكون مورينيو الذي ينهي مشواره مع النادي الملكي بمباراتين هامشيتين ضد ريال سوسييداد وأوساسونا، على الأرجح المدرب الأعلى أجرا في العالم الموسم المقبل كما كان مع ريال مدريد (14 مليون يورو في العام)، لكن من المؤكد أن «البحار» البرتغالي كما يطلق على نفسه، سيراهن على تحديات أخرى ستعيده في غالب الظن إلى ملعب «ستامفورد بريدج» من أجل تولي الاشراف على تشلسي مجددا، بعد ان سبق له قيادة الفريق اللندني بين 2004 و2007.