انتهت الأحد الماضي أشغال المؤتمر السابع للنقابة الديمقراطية للفوسفاطيين، العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل التي جرت أيام 29 ، 30 و 31 مارس المنصرم، و اختتمت بالمصادقة على المقررات القانونية و التنظيمية و انتخاب أعضاء المجلس الوطني و المكتب الوطني للنقابة ، هذا الأخير أجمع أعضاؤه على انتخاب نائب الكاتب العام موسى عبيدا كاتبا وطنيا جديدا للنقابة خلفا لعبد الرحيم لعبايد رجل النقابة القوي، عضو المجلس الاقتصادي و الاجتماعي و الأمين المركزي للفدرالية. وجوه مميزة حضرت المؤتمر من المكتبين السياسيين لحزبي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والمؤتمر الوطني الاتحادي والمكتب المركزي للفيدرالية الديمقراطية للشغل و بعض كتاب القطاعات الفيدرالية وبعض القيادات التاريخية للنقابة الديمقراطية للفوسفاطيين و ضيوف من الأردن، وايطاليا والمنظمة الإفريقية للطاقة والمناجم . افتتح المؤتمر بكلمة ترحيبية للكاتب العام للنقابة عبد الرحيم لعبايد ذكر فيها، أيضا، بظروف انعقاد المؤتمر وتزامنه مع المسيرة النقابية الوطنية المقررة يوم الأحد المقبل ضد السياسية الحكومية، مؤكدا دعم النقابة لهذه الخطوة وانخراطها التام في كل المعارك النضالية للحفاظ على مكاسب الطبقة العاملة المغربية، تلتها مداخلة لعبد الرحمان العزوزي الكاتب المركزي للفيدرالية الديمقراطية للشغل هنأ فيها النقابة بهذه اللحظة الديمقراطية في تاريخها، مذكرا بالدور الكبير الذي لعبته النقابة الديمقراطية للفوسفاطيين منذ التأسيس في معارك الحركة النقابية الوطنية من أجل الحرية والكرامة، مذكرا بأسماء من جيل الرواد، مختتما بالحديث عن مسيرة الأحد. من جانبه أكد إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، وانطلاقا من تعليقه على شعار المؤتمر، أن النقابات الفوسفاطية كانت دوما قاطرة العمل النقابي بالمغرب، وان العمل النقابي الحقيقي ليس بالضرورة هو الإضراب والصراع، إن توفرت شروط الحوار السليم والمربح لجميع الأطراف، معرجا على الوضع العام في المغرب، ودواعي مسيرة الأحد الاحتجاجية حيث قال «الاوضاع الاقتصادية في المغرب ليست بخير والحكومة تتنصل من مسؤولياتها» . فيما قال خليد لهوير العلمي، الكاتب العام للنقابة الوطنية لعمال الفوسفاط، أن التنسيق النقابي هو ضرورة ملحة وأن النقابات الفوسفاطية كانت سباقة للتنسيق منذ التسعينيات، و قد أثمر هذا التنسيق تأسيس لجنة نقابية مشتركة منذ 2004 كنموذج يحتذى بها وطنيا وإقليميا، مؤكدا أن التنسيق سيستمر وأن المشاريع المشتركة بين النقابتين القطاعيتين الفيدرالية والكنفدرالية ستستمر . كما تدخل، أيضا، في الجلسة الافتتاحية مولاي العقيوي، المسؤول الوطني لنقابة البناء والمعادن بايطاليا، والمكلف بالحوار الاجتماعي لدى نقابة سي جي ال الايطالية، وممثل الكاتب العام لنقابة المعادن والبتر وكيماويات بالأردن و ممثل المنظمة الإفريقية للطاقة والمناجم . أشغال المؤتمر عرفت حدة و تنافسا شديدين يعزيان إلى مستوى التأطير الذي جاءت به الفروع، فضلا عن تزايد الطلب على المشاركة النقابية لدى الفوسفاطيين الشباب . و قد شهدت الجلسات و الأروقة سجالات كثيرة من مرحلة التقارير إلى مراحل الأوراش و الهياكل، في فضاء جميل بضواحي مراكش و وسط ترقب من الأوساط القريبة و البعيدة لما ستؤول إليه الأشغال، و هي مظاهر زادت من رونق المؤتمر الذي نجح بالنهاية في المرور بسلاسة عبر المحك الديمقراطي، و ذلك بفضل اعتماد الأطر النقابية الفدرالية لصيغة رابح رابح كإطار لتدبير الاختلاف و بفضل التأثير الإيجابي لكاريزميات من طينة لعبايد الذي أعلن عن عدم رغبته في الترشح لولاية جديدة و الكاتب العام الجديد موسى على الفصائل العمالية المتحمسة.