حطت مساء يوم الثلاثاء 5 مارس المنصرم بمطار تطوان سانية الرمل، أول طائرة في رحلة حملت 101 مسافر غالبيتهم من أفراد الجالية المغربية تربط بين تطوان وأمستردام . وقال مدير مطار سانية الرمل بتطوان حسن الميموني إن «هذا الخط يربط بين تطوان وأمستردام، عبر رحلات أسبوعية لنقل المسافرين والبضائع بين المدينتين ذهابا وإيابا». وأضاف مدير المطار أن « هذا الخط سيمكننا من فك العزلة وتنشيط السياحة والاقتصاد بالمدينة ، وسيجعل منه مطارا حركيا طوال السنة، وخصوصا أنه يتوفر على جميع المقاييس الدولية وفقا للشروط التي تفرضها المنظمة العالمية للطيران». وتظل إشكالية تشغيل مطار سانية الرمل وربطه بمختلف مطارات العالم، مطلبا يحظى بإجماع كل مكونات المجتمع المحلي بتطوان والناحية. وتبدو في الأفق رؤيتان جوهريتان متضاربتان . الرؤية الأولى، تقول إنه يكفي أن يكون لجهة طنجةتطوان مطار جهوي وحيد وأوحد، وهو ما يجعلنا نوجه السؤال إلى أصحاب هذه الرؤية قائلين: ماذا سيكون مآل مطار سانية الرمل؟.. هل ستكتسحه طاحونة البناء والأشغال؟؟، أما الرؤية الثانية، وهي تقنية محضة، فتقول : إن الطائرات التي تزيد حمولتها عن 200 راكب لا يمكنها النزول بالمطار، تحت حجة محاصرته بالأحياء والتجزئات السكنية المجاورة، مع العلم أنه يمكن للمطار أن يستقبل الطائرات التي تزيد حمولتها عن700 راكب، في حال لم يكن محاطا بالبنايات. هذه الرؤية تشفع بالتساؤل : من يتحمل مسؤولية إقامة البنايات والتجزئات المحيطة بالمطار؟.. هل عجز تفكير المتدخلين في المسؤولية ومستقبل المدينة عن استقراء هذه الرؤية؟؟ ضمن هذا السياق، هناك من يقول: إن ذلك تم مع سبق الإصرار والترصد، وذلك بهدف وأد مظاهر الحركة والنشاط في هذا المرفق. وفي جميع الأحول فإن مطلب تشغيل مطار سانية الرمل، بات في الظرف الراهن، يشكل بالنسبة لسكان المنطقة، مسألة مصيرية. ومن يظن أن ما يتم إنجازه على مستوى البنية التحتية للتنمية السياحية الشاطئية، أمر يكفي للنهوض بالإقلاع التنموي للمنطقة، فهو مخطئ. فالمخزون الطبيعي والثقافي المحلي هو المدخل الأساسي والاستراتيجي للنهوض بالقطاع السياحي وبالتنمية ككل. إن مطار سانية الرمل، لا تفصله عن أقشور وتلسمطان وغيرهما من المواقع الطبيعية والثقافية ، سوى بضعة كيلومترات.. وفي تشغيلنا له، ما يؤسس لفك العزلة بشكل حقيقي عن مجموعة من التجمعات السكنية والدواوير النائية المعزولة . ويشار الى أن عدد مستعملي مطار تطوان بلغ سنة 2012 نحو 18 ألف مسافر في الوقت الذي تبلغ فيه الطاقة الاستيعابية لتدفق المسافرين بنفس المطار، نحو 30 ألف مسافر.