«باربي لاتزا نادو» الآن و قد همدت آثار الصدمة التي أحدثتها الاستقالة المفاجئة للبابا، فإن نظريات المؤامرة برزت إلى السطح خاصة و أنه ليس هناك أي تحضيرات للمراسيم الجنائزية الدالة على نهاية مرحلة و بداية أخرى. و لذلك بدأ عدد من النظريات تترى مُفسرة الأسباب «الحقيقية» لاستقالة البابا. ففيما شكلت فضيحة الاستغلال الجنسي داخل الكنيسة الكاثوليكية، ثقلا كبيرا على كاهل البابا، يقول مراقبو الفاتيكان بأن المزاعم حول عدم نظافة الممارسات داخل بنك الفاتيكان هي التي لعبت الدور الحاسم في استقالة البابا. و في هذا الصدد يقول «دجون ألن» خبير الفاتيكان : «ما كان لبينيديكت أن يستقيل بسبب الفضائح الجنسية أو أي قضايا نزاعية أخرى، غير أنه من الصعب الاعتقاد بأنه لم يكن لهذه الفضائح دور ? و لو كخلفية - في قرار الاستقالة». كما أن هناك إشاعات زاحفة تقول أن الحالة الصحية للبابا في حالة سيئة أكثر مما يتصور أي أحد. فهناك همسات حول رحلات للهيليكوبتير البابوية في الليل المتأخر في اتجاه غرف الإنعاش، مُلمحة إلى أن البابا يعاني من مرض عضال مثل اللوكيميا (سرطان الدم) كما جاء في موقع «داغوسبيا» الإيطالي، بيد أن هذه المزاعم ظلت دون تأكيد. فالناطق الرسمي باسم الفاتيكان «فدريكو لومباردي» دأب على البدء في كل ندوة صحفية بتكذيب المزاعم الواردة في الصحف حول صحة البابا. و الواقع أن البابا يُعاني من متاعب صحية كثيرة، بكل تأكيد، لكن و حسب التصريح الرسمي «ليس من بينها أي واحد مُسبب للاستقالة». و في بداية الأسبوع الجاري قال «لومباردي» للصحفيين بأن البابا قد أجرى في العام الماضي عملية جراحية لتركيب مُنظم نبضات للقلب (باسميكر) تم استبداله قبل ثلاثة شهور من الآن. و قد زاد هذا التصريح من الإشاعات حول الوضعية الصحية المتردية للبابا رغم أن الفاتيكان ينفي أي دور لها في قرار استقالته. و أكد «لومباردي» في تصريح آخر بأن البابا قد سقط فعلا أثناء زيارته البابوية لمكسيكو في مارس المنصرم، و ارتطم رأسه بالأرض، و مع ذلك فإن هذا الحادث لم يكن له تأثير في قرار الاستقالة بالرغم من أن «لومباردي» أشار تلميحا إلى أن البابا اتخذ قراره بعد زيارته تلك للمكسيك. و من جهتها قالت صحيفة «لا ستامبا» بأن البابا أثناء زيارته لمكسيكو قد ارتطم رأسه بالحمام مما أصابه بجرح غائر، لدرجة أن شعره و وسادته قد تلطخا بالدم. و لم يتم إشعار أي أحد بذلك خارج دائرة المقربين منه، إذ تمكن من إخفاء الجرح بواسطة قبعته البابوية. و بعيدا عن الثرثرات حول الدواعي الافتراضية لاستقالة البابا، فهناك حديث متصاعد حول مجموعة من الكرادلة تعتقد بأن على البابا مغادرة مدينة الفاتيكان بعد استقالته. فقد نُقل عن عدد من الكرادلة لم يُذكروا بالإسم، في الصحافة الإيطالية، يقولون أنه من المستحسن أن يعود البابا المستقيل إلى بافاريا الألمانية مسقط رأسه أو يقضي ما تبقى من حياته في مكان ما مثل «مونتي كاسينو» في أبرشية على هضبة جنوبروما. و لدى سؤاله حول ما إذا كان البابا قد استشار مجموعة من الكرادلة حول المكان الذي سيعيش به بعد استقالته، قال الناطق الرسمي «لومباردي» بأن البابا ليس مُجبرا على استشارة أي كان.و «أن البابا القادم و الكرادلة سيكونون سعداء جدا بأن يكون بالقرب منهم شخص يفهم أكثر من أي كان الحاجات الروحية للكنيسة و لخليفته» على كرسي البابوية. بيد أن كثيرا من خبراء الفاتيكان في روما كتبوا بأن قرار بقاء البابا السابق أو عدمه في الفاتيكان سيكون من اختصاص البابا الجديد، ففي نهاية المطاف يُعتبر البابا هو المسؤول الأول عن كل ما يجري داخل الفاتيكان. و من جهته قال المطران (رئيس الأساقفة) «رينو فيسيشيلا» لصحيفة «كورييري ديلا سيرا» الإيطالية بأن على البابا أن يعيد النظر في مخططاته «فمكوث إثنين من البابوات داخل الفاتيكان من شأنه خلق النزاعات لا غير» و حول إمكانية «تعايش» بين الرجلين قال « رينو فيسيشيلا» بأنه يعتقد أن البابا سيختار الرحيل خارج الفاتيكان. ما هي الإشاعة التي ستثبت صحتها؟ لا أحد يستطيع الجزم. إلا أن المؤكد هو أن الإشاعات ستظل منتعشة و متناسلة إلى أن ينعقد مجمع اختيار البابا الجديد بعد الخامس عشر من مارس القادم. «نيوزويك» الأمريكية