أكدت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون أن المغرب استدعى فعلا سفيره لدى إيرلندا للتشاور احتجاجا على إقدام نائب رئيس الوزراء الإيرلندي على استقبال زعيم جبهة البوليساريو. وكشف مصدر من داخل الوزارة ل «الاتحاد الاشتراكي»، أن السفير المغربي أنس خالص عاد الإثنين الماضي إلى دوبلان لاستئناف مهامه، بعد أن قضى في الرباط أربعة أيام للتشاور، تم خلالها الاتفاق على خطة عمل جديدة تروم تفادي تكرار نفس الأمر في المستقبل. وجاءت هذه الأزمة الدبلوماسية بين الرباط ودوبلان إثر استقبال نائب رئيس وزراء إيرلندا إيمون غيلمور، الذي يشغل في نفس الآن منصب وزير الخارجية، وفدا من البوليساريو يترأسه زعيم الجبهة عبد العزيز المراكشي. ولقد تزامن ذلك الاستقبال مع زيارة وفد من مجلسي النواب والشيوخ الإيرلنديين للمغرب، حيث نقلت صحيفة «الإندباندنت» الإيرلندية عن أحد أفراد الوفد قوله: «لقد كان أمرا محرجا أن نصل للمغرب تزامنا مع سحب السفير. حكومة الرباط لم تكن سعيدة » . وتكون الوفد البرلماني الإيرلندي من خمسة أفراد هم ليوم مينغ فلانانغان، جون أوماهوني وجون ليونز من مجلس النواب، وإيميلدا هنري وبادي بورك من مجلس الشيوخ. وكانوا قد حلوا بالرباط يوم الأحد الماضي وعقدوا لقاءات مع رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بنكيران، ورئيس مجلس النواب، كريم غلاب، ورئيس مجلس المستشارين محمد الشيخ بيد الله. وذكرت ذات الصحيفة الإيرلندية أن الموضوع تمت إثارته خلال كل تلك اللقاءات. وفي نفس الوقت، قال متحدث عن وزارة الخارجية الإيرلندية إن دوبلان تنهج منذ مدة طويلة سياسة عقد لقاءات بممثلين عن الصحراويين و«تؤيد مسألة تنظيم استفتاء في الصحراء»، مضيفا أن «المغرب لا يعجبه موقفنا» من قضية الصحراء. وذكرت ذات الصحيفة الإيرلندية أن إيمون غيلمور استقبل أول أمس الثلاثاء السفير المغربي، إلى جانب مجموعة من السفراء العرب، لكن دون أن يتم الكشف عما تمت مناقشته خلال الاجتماع.