صرح لحسن الداودي وزير التعليم العالي وتكوين الأطر أمام الصحافة الوطنية في ندوة صحفية عقدها بمقر الوزارة يوم الجمعة الماضي، على أن كل الأحزاب السياسية بالبرلمان قد أكدت اتفاقها حول إلغاء مجانية التعليم العالي في بعض التخصصات وأنهم متفقون على فرض رسوم للتسجيل على الميسورين، كما صرح كذلك بنفس المناسبة على أن كل النقابات بمجلس المستشارين باستثناء النقابة الوطنية للتعليم العالي، تسانده في هذا الأمر. وفي اتصال هاتفي لجريدة "الاتحاد الاشتراكي" مع أحمد الزايدي رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب حول هذا التصريح لوزير التعليم العالي وتكوين الأطر، أكد على أنه لم تقع مع الفرق البرلمانية ومن ضمنهم الفريق الاشتراكي، أية استشارة بالمفهوم الحقيقي ولم يحدث أي شيء من هذا القبيل إطلاقا، وبالتالي موقفنا في هذه القضية موقف مبدئي على اعتبار إن مجانية التعليم هي مكسب للبلاد وناضل من أجلها الكثيرون، حتى لا نخلق أي شرخ في المجتمع من له المال بإمكانه ولوج التخصصات المعنية ومن لا يتوفر على ذلك فمصير الإقصاء. وأضاف الزايدي أننا كفريق اشتراكي مستعدون للنقاش إذا ما كانت هناك إستراتيجية واضحة المعالم، وغير سياسوية وذات خلفية انتخابية، إستراتيجية تتضمن رؤية مبنية على برنامج لقطاع التعليم العالي في شموليته وليس في مبادرة محدودة تتعلق بجزء من الميزانية لهذه الوزارة، فالأمر يتعلق بمبدأ أساسي في الدستور بالحق في التعليم بمختلف درجاته، مبرزا في نفس الآن أن الصيغة التي تم تسريبها الى الشارع لا تخدم هذه القضية التي تتعلق بمجال حيوي يتكفل بتكوين النخب المستقبلية للمغرب وإعطاء الفرص لكل الشباب المغربي . ومن جهته نفى نفيا قاطعا، عبد الصادق الرغيوي عضو الفريق الفدرالي بمجلس المستشارين ونائب الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم، أن يزكي الفريق الفدرالي ما جاء به الداودي حول الغاء مجانية التعليم العالي في بعض التخصصات وفرض رسوم على الميسورين، مضيفا في السياق ذاته أنه لم يسبق أن كان اي اتصال أو لقاء رسمي في الموضوع مع وزير التعليم العالي وتكوين الأطر، ويستحيل أن نزكي هذا الموقف الغريب والمفاجئ انطلاق من مبدأ نستمده كحركة نقابية واستمرار لمد القوى الوطنية والديمقراطية بهذه البلاد التي دافعت باستماتة على مجانية التعليم وتعميمه منذ الاستقلال. وشدد الرغيوي على أن النقابة الوطنية للتعليم ستدافع من أجل هذا المكتسب الشعبي بكل الأشكال المشروعة من أجل إتاحة الفرص لكل أبناء الشعب المغربي لمتابعة دراساتهم الجامعية وبطبيعة الحال في إطار من تكافؤ الفرص بين كل شباب المغرب، وأضاف على أن ما قاله الداودي مجرد افتراء في شهر رمضان، ونحن حريصون أن يتابع أبناء المغرب الفقراء دراساتهم الجامعية حسب الحديث النبوي "لولا أبناء الفقراء لضاع العلم". وارتباطا بالموضوع، تساءل محمد درويش في اتصال هاتفي بالجريدة، عن مغزى اختيار الإعلام العمومي الاستماع إلى الرأ ي الوحيد وعدم إشراكه المعنيين بقضية التعليم العالي ، في موضوع يعد قضية وطن بكل تنظيماته ومؤسساته ؟ مجددا تأكيده على ضرورة التراجع الكلي عن طرح الغاء مجانية التعليم العالي بألبستها المتعددة والاستعداد الجدي لمواكبة الدخول الجامعي في أكثر من 25 مدينة جامعية وإيجاد الحلول الآنية والمستقبلية لما هو مطروح الآن والبدء في الاشتغال على الأوراش التي سبق ذكرها. ويذكر أن القناة الأولى والثانية قد بثت وزير التعليم العالي وتكوين الأطر على الهوى في موضوع إلغاء مجانية التعليم العالي والاقتراح الذي جاء به حيث تم تخصيص حيز زمني للوزير بالقناة الأولى من أجل توضيح وجهة نظره خلال الأسبوع المنصرم، ليتم استقباله فيما بعد في القناة الثانية في غياب إشراك الفاعليين الاجتماعيين بقطاع التعليم العالي وهذا النهج لا ينسجم مع روح الدستور الجديد المغربي المتجسد في ضرورة تحقيق إعلام عمومي ديمقراطي يعكس الآراء المختلفة لكل مكونات المجتمع المغربي.