كشف الحوار الذي أجرته صحيفة «الحياة» مع مدير ديوان معمر القذافي، نوري المسماري، عن تفاصيل مثيرة حول الطريقة التي كان يفكر بها العقيد وما كان يحدث في كواليس أنشطته الدبلوماسية والسياسية. ومن بين الحوادث التي ذركها المسماري أن القذافي كاد يستل مسدسه خلال أحد اجتماعات الدول العربية ليطلق النار على عاهل الأردن الملك حسين. وقال المسماري: «لقد حصلت مشادة بينهما بعد أحداث شتنبر الأسود؟ وكان يريد الاعتداء عليه، حينها صدر قرار بعدم السماح للرؤساء بدخول اجتماعات القمة بسلاحهم.» وتحدث أيضا عن حضور القذافي للقمة العربية التي احتضنها المغرب أيام الملك الراحل الحسن الثاني، والسر في ارتدائه قفازات بيضاء خلال تلك القمة، حيث نفى المسماري أن يكون القذافي قد ارتداها لتفادي مصافحة الحسن الثاني، موضحا أن العقيد عندما سؤل عن ذلك قال: «لا أريد ان أصافح مبارك بسبب إسطبل داود، وكان يقصد كامب ديفيد.» وأكد المسماري أن القذافي كان قد تعمَد إهانة كوفي عنان عندما جيء به إلى طرابلس. وقال: «كان يأتي بهم كلهم الى الصحراء، مرةً أهان حسني مبارك، لكن الحادث الأبرز حصل مع كوفي عنان حين أتى الى ليبيا ليتكلم في موضوع لوكربي. هذه كانت اهانة فعلاً، وصل عنان في النهار الى ليبيا لكن القذافي قال لا تأتوا به إليَّ إلا في الليل. كانت خيمة القذافي منصوبة في اول الصحراء على بعد مائتي متر من الطريق الساحلي. لكن التعليمات كانت القيام بعملية التفاف طويلة قبل الوصول الى المخيم، الذي امر القذافي بإطفاء كل الأضواء فيه باستثناء خيمته. شعر أنان بالخوف، خصوصاً حين سمع صوت الجِمال، فسألني ان كان هذا صوتَ أُسُود، فطمأنته، ولاحظت ان وجهه صار أبيض من شدة القلق. قضت التعليمات ايضاً بإعادة انان عبر الطريق ذاتها. حسني مبارك أخذوه الى الصحراء فانزعج، وقال إذا كانت هناك صحراء في المرة المقبلة فلن أذهب (إلى ليبيا). لهذا صار القذافي يأتي إليه في قاعة واغادوغو أو يستقبله في بيت الضيافة المجاور لها. مبارك قال صراحة: حكاية الصحراء لا تفكروا فيها، مرة ثانية لن أذهب. في أي حال، مبارك كان يستوعب القذافي ويحرص على زيارته في رمضان وتناول الإفطار معه.»