تعرف مدينة بني ملال منذ نهاية الأسبوع الماضي، ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة ، حيث وصل معدل الحرارة يوم الأحد إلى 48 درجة مائوية تحت الظل ، و زاد يوم الإثنين ليبلغ إلى 49.5 درجة مائوية . جو حارق مصحوب بموجة من رياح الشركي القادمة من جهة الجنوب و الجنوب الشرقي تخلف لهيبا قائظا على مدى اليوم بكامله نهارا وليلا . إضافة إلى هبوب زوابع ترابية ( العجاج) في آخر النهار تلوث الجو و تجعل الهواء صعب الاستنشاق . الخبراء و البيئيون يعزون ذلك إلى ما عرفه محيط و ضواحي المدينة من اقتلاع و اجتثاث للأشجار و الأغراس و الحقول مقابل تنامي الإسمنت المسلح من خلال التجزئات والعمارات و الوداديات السكنية ، حيث أضحت بني ملال المعروفة بخضرتها و حدائقها وسواقيها و مياهها المتدفقة ، محاطة بحزام إسمنتي يحد من عملية تلطيف الجو وامتصاص قساوة الحرارة . ارتفاع الحرارة داخل أجواء خانقة و ملوثة بالأتربة خلف حالات من الإختناق و صعوبة في التنفس في أوساط مجموعة من المواطنين الذين يعانون من حالات مرضية متعلقة بالربو و أمراض القلب و الشرايين ، خاصة لدى الأطفال والشيوخ ، حيث عرفت مستعجلات المستشفى الجهوي ببني ملال ليلة الأحد و ليلة الإثنين توافد بعض من هذه الحالات بغرض الحصول على الإسعافات الأولية الضرورية . و علاقة بتأثير الجو الحار على المواطنين ، فإن فقدان المدينة للعديد من الفضاءات الخضراء و المنتزهات النباتية و المائية جعل ساكنة المدينة التي يبلغ تعدادها 200 ألف نسمة تتدفق بكثرة على منتزه عين أسردون الملاذ الوحيد المتبقي ، حيث تعرف الطرق المؤدية إليه ازدحاما كبيرا و ضغطا مروريا خانقا بسبب قلة مواقف السيارات و عدم توسيع فضاءات الإصطياف و تحويل جنبات السواقي إلى أمكنة لغسل و تنظيف السيارات و التي تساهم في تلويث المياه و تخلق اصطدامات بين أصحاب السيارات و محترفي الغسل . جحافل من المواطنين الفارين من لهيب الحرارة يتدفقون على جنبات سواقي المنتزه انطلاقا من باحة سيدي بويعقوب ( الفريكو) صعودا نحو وسط عين أسردون ، و خاصة الأطفال المهددين بالإجتفاف و الضربات الشمسية و الذين حرموا من الإستجمام بالمسبح الوحيد بالمدينة و التابع للمجلس البلدي و الذي تم إقفاله منذ بضع سنوات بدون تقديم أي مبررات ، مما دفع العديد من الشبان و اليافعين للجوء إلى الواد الأخضرالذي يعرف كل سنة حوادث غرق عديدة .