طالب المعتقل السياسي السابق، أحمد المرزوقي، الفريق الاشتراكي، بحضور النائب عبد العزيز العبودي ابن قرية غفساي، بطرح معاناة المعتقلين السياسيين السابقين بتزمامارت بقبة البرلمان على أنظار الحكومة، متحدثا بمرارة عن الأوضاع الصعبة التي يعيشها هؤلاء الذين قطعت أرزاقهم، بعدما كانوا يتقاضون خمسة آلاف درهم كأجر شهري منذ خروجهم من جحيم تزمامارت، الشيء الذي أعتبر لاغيا بعد تعويض إجمالي بلغ مليوني درهم نتيجة قرارات هيئة الإنصاف والمصالحة، والذي يقول عنه المرزوقي إنه ذهب إلى جيوب السماسرة والنصابين الذين التفوا حول معتقلي تزمامارت واعدين إياهم باستثمارات ناجحة يواصلون من خلالها حياتهم بشكل مريح بعدما أدوا ضريبة من حياتهم في القهر والظلم والبشاعة التي مورست عليهم في سنوات الجمر والرصاص. وقد جاءت هذه المطالبة من الفريق الاشتراكي في حفل تكريم نظمته جريدة صدى تاونات بمدينة تاونات لأربعة أسماء، ويتعلق الأمر بأحمد المرزوقي وعبد الحميد الجماهري والعياشي المسعودي وبوشتى الحياني، وقد تحول هذا الاحتفال إلى واجهة أخرى تطرح قضية بحجم معاناة معتقلي تزمامارت السابقين، الشيء الذي توزع في كلمات وشهادات الحضور النوعي الذي حج إلى مدينة تاونات من أجل لحظات المكاشفة لمغرب يريده الجميع أن يكون عادلا ومتوجا بالكرامة والحرية في أفق دستور 2011، وفي هذا الإطار تدخل النائب البرلماني عن الفريق الاشتراكي عبد العزيز العبودي الذي كشف عن دقة المرحلة وأهميتها في تطلعات الشعب المغربي وآماله من أجل الخروج من كل الأنفاق المظلمة نحو أفق مغاير رسمه المغرب بكل صبر وتأني على أكتاف مناضليه وجماهيره الشعبية التي تريد أن يكون المغرب اليوم مركبا راسيا فوق أرض صلبة، تبنى عليها الديمقراطية الحقيقية من خلال ترسيخها بالقوانين التنظيمية المصاحبة لدستور متقدم وواعد بتجاوز كل الإكراهات المنوطة بهذا الوطن. وحول قضية معتقلي تزمامارت التي طرحها أحمد المرزوقي وأثارت الكثير من الاستغراب لدى الحضور، أكد العبودي أن من واجب نواب الأمة الدفاع عن مصالح المواطنين والمواطنات خصوصا هؤلاء الذين يعيشون القهر المزدوج من أجل الالتفات إليهم، فلا يعقل أن يظل هؤلاء المعتقلون السابقون الذين عاشوا القهر والظلم في جحيم تازمامارت، أن يعيشوا قهرا آخر في غياب الكرامة. ومن جانب آخر صرح أحمد المرزوقي للاتحاد الاشتراكي أن معتقلي تزمامارت السابقين سيخوضون احتجاجات متواصلة أمام صمت الجهات المعنية وأن نضالهم سيواصل في حالة عدم فتح ملفهم من جديد، مؤكدا أن الأمر سيكون متبوعا بإضراب مفتوح عن الطعام، قائلا: «لقد أصبحنا منسيين من طرف كل الجهات، ولن نسكت أمام هذا الصمت عن قضيتنا، وإن ظلمنا يوما في جحيم تازمامارت، فإننا لن نسمح أن نظلم اليوم في وطن ترفع فيه شعارات الحرية والكرامة والعدالة، ونحن نستحق الكرامة والعدالة. يذكر أن يومي 11 و 12 ماي بتاونات وعين مديونة واللذين قرر الاحتفال فيهما بالذكرى 18 لميلاد جريدة «صدى تاونات» كانا يومين لطرح قضايا الراهن المغربي ليخلق هذا الزمن القصير كما أراده القائمون عليه وعلى رأسهم مدير تحرير الجريدة إدريس الوالي، أسئلة جوهرية ترصد السياسي والثقافي بكثير من الجدية والأمل في المستقبل لكن بآليات وإجراءات في مستوى مطالب الشعب المغربي المتوجة بدستور 2011 .