ظاهرة استقطاب المسلسلات التركية و المكسيكية المدبلجة إلى الدارجة المغربية، لأنظار شرائح عريضة من المشاهدين المغاربة، وبالملايين، تحتاج فعلا إلى وقفة متأنية، لأن تسجيل المسلسل التركي المدبلج «ما تنسانيش»، الذي يبث منذ أسابيع عدة على شاشة القناة الثانية حوالي ستة ملايين ونصف الملايين، كمتوسط مشاهدة في كل حلقة من حلقاته، شيء يثير الانتباه، ويطرح العديد من التساؤلات حول خصوصيات ومميزات هذا العمل الدرامي، التي جعلت المغاربة يقبلون عليه بهكذا عدد، لن تستطيع تحقيقه أقوى البرامج التلفزيونية ولو كانت نقل مباريات منتخب وطني في أوج عطائه الكروي. .. فعل يعود هذا الاقبال الاستثنائي، مغربيا، إلى عامل الدبلجة، بعد نجاح تجربة المسلسل المكسيكي «أين أبي» وبعد السلسلة الاسبانية الكوميدية «باكو».. أم يعود ذلك إلى طبيعة «الحبكة» الدرامية« الرومانسية التي لفت الحكاية برمتها، و«توفقت الدبلجة» في إبرازها... مثلما لم تبرزه اللهجة المغربية في نصوص درامية مغربية أصلية.. ومهما تعددت التساؤلات والاستفهامات حول هذه «الظاهرة التلفزيونية»، فإن تقرير «ماروك ميتري» في قراءته لإحصائيات شهر فبراير الأخير مَوْقَع سلسلة «ماتنسانيش» في مركز الصدارة، بعيدا بأكثر من مليون مشاهدة تلفزيونية في ذات اللحظة، عن أقرب برنامج إليه، وهو «أخطر المجرمين»، ودائما على نفس القناة، وهي دوزيم»، إذ سجل المسلسل التركي حوالي (6881.400 متابعة في ذات اللحظة) متبوعا ب«أخطر المجرمين» ( 5517.900 مشاهدة) ، وحل في المرتبة الثالثة المسلسل التركي الآخر«إيزل» بتحقيقه (4186.500 مشاهدة)، ورابعا حلت السلسلة التلفزيونية - بالرغم من الإعادات - بتسجيلها حوالي( 4069.500 متابعة)، وخامسا البرنامج الاجتماعي « الخيط الأبيض» للإعلامية نسيمة الحر بتحقيقه حوالي( 3754.300 مشاهدة في ذات اللحظة)، ويليه على التوالي، في سياق برامج «الطوب 10» ( البرامج العشرة الأكثر متابعة على دوزيم)، كل من سهرة مهرجان مراكش للضحك، برنامج مختفون، برنامج رياضي تحليلي ( المغرب - النيجر)، السلسلة المغربية «إلى الأبد» وأخير الفيلم التلفزيوني «زمان كنزة». وعلى مستوى قناة «الأولى»، وفي سياق تبادل الأدوار بينها وبين البرنامج التحسيسي القضائي - الدرامي «مداولة» ، استطاعت نشرة الأخبار المسائية، من تقديم نادية المودن ( 9 فبراير)، أن تتبوأ مركز في لائحة ( الطوب 10) بتسجيلها (3359.800 مشاهدة في ذات اللحظة) ، وحل ثانيا، وكالعادة في مراكز صدارة اللائحة، برنامج مداولة بتحقيقه حوالي ( 2966.100 متابعة) ليله ثالثا، برنامج المنوعات «سهرة الأولى» ، بحوالي ( 2434.300 مشاهدة)، ثم جاء على التوالي كل من سلسلة من «دار لدار»، الفيلم التلفزيوني «عودة منصور»، السلسلة التلفزيونية «ساعة في الجحيم»، سلسلة «هذا حالي»،سلسلة عند الفورة يبان لحساب»، السلسلة الوثائقية «أمودو»، وأخير السلسلة التلفزيونية «الزين في الثلاثين». هذا، وقد كشف تقرير «ميتري» لشهر فبراير أن هذا الأخير، الذي سجلت في المتابعة التلفزيونية للفرد الواحد، كمتوسط ثلاث ساعات وسبع وعشرين دقيقة، كتموسط، عرف تراجعا، نسبيا، مثيرا على مستوى متابعة برامج قناة «الأولى»، إذ أن متوسط المتابعة اليومية لبرامجها كانت في حدود 9.9% فقط، لترتفع في أوقات الذروة إلى19.1%، بينما تمكنت دوزيم من تسجيل نسبة 27.2% على مدار اليوم ، و23% في أوقات الذروة. أما قناة المغربية فحققت على التوالي نسبة 3% و 4.1% ، والقنوات المغربية الأخرى 2.5% و3.8%، ما يعني أن الفضائيات الأجنبية استقطبت النسبة الأكبر من أنظار المشاهدين المغاربة،إذ حددت على مدار اليوم في 57.4 % ، وفي أوقات الذروة في 50%.