وائل غنيم هو الشاب الذي يعتقد كثيرون أنه أبرز مفجري الثورة التي اندلعت بمصر في 25 من يناير الماضي، وتطالب بإسقاط نظام الرئيس محمد حسني مبارك. وهو من اطلق على نفسه في تصريح صحفي «مناضل كيبورد»، في تواضع أمام من قدموا أرواحهم في هذه الثورة، وأولئك الذين يصلون الليل بالنهار في ميدان التحرير وسط العاصمة القاهرة منذ أكثر من أسبوعين، حتى لا تخبو جذوة الثورة. اعتقلته السلطات المصرية بعد يومين من اندلاع الثورة، وحشرته في مبنى مباحث أمن الدولة مغمض العينين لمدة 12 يوما، لكنه قال بعد الإفراج عنه يوم 7 فبراير «أنا لست بطلا، أنا كنت وراء حاسوبي فقط، أنا مناضل الكيبورد، الأبطال هم الذين نزلوا واستشهدوا في شوارع مصر». وائل، المولود في القاهرة يوم 23 دجنبر 1980 ناشط على فيسبوك وغيره من المواقع الاجتماعية التي أصبحت ترتعد لها فرائص كثير من الحكام، لأنها أصبحت منطلق العديد من الدعوات إلى الثورة وتغيير أنظمة الحكم ومحاربة الفساد. ساعده على نشاطه الافتراضي، الذي تفجر غضبا ملموسا في الشارع- كونه مهندس حاسوب ناجحا، حصل على بكالوريوس في هندسة الحاسوب من كلية الهندسة بجامعة القاهرة عام 2004، ثم على ماجستير في إدارة الأعمال من الجامعة الأميركية في القاهرة عام 2007 . بعد عمله في عدة مشاريع إليكترونية إما مشرفا أو مستشارا، انضم في 2008 إلى شركة «غوغل» مديرا إقليميا لتسويق منتجاتها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومشرفا على تعريب وتطوير منتجات الشركة، كما أن له جهودا ومشاركات في مشروعات عديدة متنوعة تهدف إلى دعم المحتوى العربي على الإنترنت. أسس وائل غنيم في يونيو الماضي صفحة «كلنا خالد سعيد» على فيسبوك، تضامنا مع الشاب المصري خالد سعيد الذي تقول عائلته ومنظمات حقوقية إنه توفي بعد تعرضه للضرب والتعذيب على أيدي رجال شرطة بمدينة الإسكندرية شمال القاهرة في الشهر نفسه. وانضم إلى هذه الصفحة مئات الآلاف من النشطاء، وكانت هذه المجموعة، التي لم يكشف عن أن مؤسسها هو غنيم إلا في الأيام القليلة الأخيرة، من المجموعات الداعية إلى ثورة 25 يناير. وكان يقوم بدور قيادي في الخفاء حتى إنه لما سافر إلى مصر من الإمارات العربية المتحدة حيث يعمل طلب من مسؤوليه إجازة لظروف عائلية. بعد الإفراج عن وائل غنيم وإجرائه مقابلة مع قناة مصرية بكى فيها على من قتلوا في الثورة وانسحب من البرنامج، انضم إلى صفحته على فيسبوك مئات الآلاف وأعلنوا دعمهم لثورة الشباب المصري. كما أنشأ ناشطون صفحة جديدة على الموقع الاجتماعي حملت عنوان «أفوض وائل غنيم للتحدث باسم ثوار مصر»، كيف لا وقد استقبله وزير الداخلية الجديد محمود وجدي بعد الإفراج عنه، وقال له إن الثورة فاجأت المسؤولين وإنها حققت ما لم يكن أحد يتخيله، كما أوصله الأمين العام للحزب الوطني حسام بدراوي شخصيا إلى بيته بعد إطلاق سراحه.