فتاة لم تتجاوز بالكاد عقدها الثاني ملكت من الجمال نصيبا وافرا تدعى «سعيدة» ولم تملك من السعادة إلا الاسم لقيت مصرعها بعد إقدامها على الانتحار من الطابق الرابع. ما جعل عناصر الأمن تنتقل إلى مكان وقوع الحادث للتحقيق ومعرفة ملابساته وبحسب محاضر الضابطة القضائية, تقول تفاصيل القضية أن سعيدة طالبة جامعية في عمر الزهور في العشرين من العمر، جملية وعاطفية ومن عائلة متواضعة ذات أخلاق كريمة، تربت على الفضائل، وحلمت كغيرها من البنات، اجتاحتها العواطف الرومانسية، وغرتها ملذات الحياة كباقي قريناتها، ذات يوم تعرفت على «م،ن» الشاب الذي كان يرتدي آخر صيحات الموضة والمتمرس في التحرش بالفتيات، توالت اللقاءات بين الطرفين تارة في المقهى وأخرى في مكان عمومي، يحكي لها عن مغامراته، ويداعبها بكلامه المعسول ويتغزل فيها من أطرافها حتى أخمص قدميها، بعد مدة وجيزة ارتبطت الفتاة بالشاب وأصبحت تعد الثواني لملاقاته، إلى أن ختم الوضع بينهما بيوم مشؤوم، بعد أن استفرد بها في منزل أحد أصدقائه واغتصبها فقدت سعيدة مفتاح شرفها ورأسمال كل فتاة في سنها في الوقت، الذي كانت فيه أسرتها تقسم بشرف ابنتهم الوحيدة. مرت الأيام ليختفي الشاب عن الأنظار بعد أن نال ما يشبعه، تغير حال الفتاة التي كان يكسر صوتها الهدوء المخيم على المنزل، إذ أهملت حياتها ومستقبلها الدراسي ولم يعد يهمها إلا كيفية استرجاع ما سلب منها، والتفكير في طيشها ولحظات ضعفها، مرت أشهر على الحادثة، فبدأت تظهر أعراض الحمل عليها، الأمر الذي جعل الخوف يتملكها، فالأهل سوف يلحظون ذلك مؤكدا خلال الشهر الرابع أو الخامس، أخذت سعيدة تلاحق الشاب «م،ن»، قصد إخباره بحملها لإصلاح مايمكن إصلاحه، غير أن «م،ن» كان له رأي آخر حين تنكر لها وتهرب منها بدعوى أنه لم يكن وراء حملها، لم تجد المسكينة بدا من الإصرار على ملاحقة الشاب، رغبة منها في أن يتزوجها قبل أن يفتضح أمرها توجهت الضحية نحو منزل أسرة الشاب علها تجد والدته لتحكي لها تفاصيل الحادث، وبعد أن هددت سعيدة أسرة المشتبه به بالتقدم نحو مصالح الأمن لتسجيل شكاية في الموضوع، وعدتها الأم بسترها وإعلان زواجها أمام الجميع، كانت فرحة الفتاة عارمة عندما خرجت من المنزل وأحست بأنها وضعت حدا لمشكل ظلت يحاصرها منذ أزيد من ثلاثة أشهر، إلا أن الأم لم تأبه لحال المسكينة وفكرت في حل لتخليص ابنها من المتابعة القضائية، ولم تجد أمامها سوى شراء عقد عمل له بالديار الإيطالية بعد أيام قليلة تمكنت الأسرة من تهجير الشاب إلى الديار الإيطالية، بعد شراء عقد عمل ب 8 ملايين سنتيما، ولم تعلم الضحية بالخبر إلا من طرف أحد صديقاتها التي كانت تدرس معها بالجامعة. لم تتقبل الفتاة «سعيدة»الخبر حيث أغمي عليها في الشارع العام، الأمر الذي استدعى نقلها إلى قسم المستعجلات بمستشفى ابن رشد بالدارالبيضاء، هذا المكان الذي كان بمثابة نهاية كتم الأسرار، إذ علمت الأسرة أن سعيدة حامل في شهرها الرابع، الأمر الذي لم يستسغه والدها الذي رفض زيارتها بالمستشفى انتشر خبر حمل سعيدة في الحي الذي تقطنه كما تنتشر النار في الهشيم، وأصبحت موضوعا تتداوله الألسن، وبعد يومين من خروجها المستشفى علم الكل بخبر انتحارها من الطابق الرابع للمنزل. انتقلت عناصر الأمن إلى مكان وقوع الحادث للتحقيق في ملابساته، وبعد الاستماع إلى والدة الضحية روت تفاصيل قصة ابنتها كاملة لعناصر الشرطة القضائية، وقالت إن فلذة كبدها جرى النصب عليها من لدن شاب متهور، اغتصبها ولاذ بالفرار إلى الديار الإيطالية بعد أن ساعدته في ذلك والدته تمكن رجال الأمن من اعتقال والدة الشاب «م،ن» للتحقيق معها، إذ أكدت أن ابنها لم يغتصب الضحية، وأنه كان يحلم بالهجرة إلى الديار الإيطالية منذ نعومة أظافره، ما جعلها تشتري له عقدا للعمل هناك بمبلغ 7 ملايين سنتيم، واعترفت والدة المشتبه به بالعلاقة التي كانت تربط ابنها بالضحية، مشيرة إلى أن ابنها فاتحها في موضوع الزواج من الضحية أكثر من مرة بعد إنهاء التحقيق مع والدة المشتبه به، والاستماع إلى أسرة الضحية من طرف عناصر الضابطة القضائية، جرى إصدار مذكرة بحث في حق المتهم قصد إلقاء القبض عليه، وبعد إنهاء مجريات البحث والتحري جرت إحالة والدة المتهم على المحكمة الابتدائية فيما مازال البحث جاريا عن المتهم الذي تسبب في انتحار سعيدة التي لم تحمل من السعادة إلا الاسم