استطاع رضا الشرقاوي، طالب بإحدى المدارس العليا للإعلاميات بالدار البيضاء، أن يشد انتباه وسائل الإعلام الدولية من خلال تصميمه لبرنامج «أغاثا» الذي مكنه من اختراق شبكة التواصل الاجتماعي (الفايسبوك) واكتشاف خلل هام داخل النظام الأمني لهذه الشبكة. وقد استطاع رضا الإطلاع، مؤخرا، على معلومات تخص ما يربو عن 80 ألف من مستخدمي (فايسبوك) من رسائل ومقاطع أشرطة الفيديو وصور ومعلومات شخصية، فضلا عن رسائل البريد الإلكتروني، وذلك بفضل هذا البرنامج الذي استوحى اسمه «أغاثا» من فيلم الخيال العلمي (مينوريتي ريبورت). وبإمكان هذا البرنامج المتطور أن يخترق النظام الأمني لخادم (أش تي تي بي إس) لشبكة (الفايسبوك)، وبالتالي الحصول على المعلومات المتداولة بداخل هذا الموقع الاجتماعي، دون الحاجة إلى انتحال هوية الأعضاء. ومن هنا يتضح أن هذا الابتكار غير المسبوق يكشف عن ضعف أنظمة حماية البيانات الشخصية لمستخدمي هذه الشبكة. وهذه ليست هي المرة الأولى التي يبادر فيها الشاب رضا إلى مثل هذا الإنجاز، فقد تمكن منذ كان سنه 17 عاما، من اكتشاف مواطن الخلل في نظام الحماية الإلكترونية لدى العديد من المواقع المعروفة عالميا منها، على الخصوص، (هوتمايل) و(ديسكاونت). ولمعرفة دواعي شغف الشرقاوي بعالم الإعلاميات والغوص في أعماق تعقيدات البرامج الإلكترونية، يجب العودة سنتين إلى الوراء عندما كان يبلغ 15سنة، إذ تمكن من برمجة مواقعه الإكترونية الخاصة بهدف جني الأموال عبر الوصلات الإشهارية التي تعرض على شبكة الأنترنت. وقد استطاع هذا الشاب المغربي، سنة بعد حصوله على شهادة الباكلوريا عام 2006، ولوج عالم الأعمال، وذلك من خلال إحداثه لشركة (فيفاتنيك كومينيكاسيون) المتخصصة في إحداث المواقع الإلكترونية، وكذا في الأمن المعلوماتي. وفي الفترة ذاتها، خطا خطواته الأولى نحو اكتشاف طرق اختراق أنظمة الحماية الإلكترونية داخل خوادم الشبكات العالمية. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أبرز الشاب رضا أنه ليست له دوافع انتهازية من خلال إنجازاته، كما أنه لا يعتبر نفسه «قرصان إعلاميات» بل «متسللا مسالما» يسعى إلى تحسيس مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي بما يعرضونه على الشبكات العنكبوتية وإلى تعزيز النظام الأمني للإعلاميات وتنبيه مصممي المواقع المقرصنة بذلك. ويظل هدف هذا الشاب البيضاوي، الذي تسعى العديد من الشركات الدولية إلى الاستفادة من خدماته، هو جعل مواهبه رهن إشارة المواقع الإلكترونية التي اكتشف وجود خلل في نظامها الأمني، وذلك عبر تنبيهها إلى مواطن الخلل وعرض مقترحات لإصلاحه، وهو ما تحقق فعلا عندما تعامل مع شبكة (الفايسبوك) بخصوص أهم الثغرات التي رصدها في نظامها الأمني.