وكالات دعا المغرب وفرنسا، أمس الثلاثاء، الاتحاد من أجل المتوسط والاتحاد الأوروبي والبنك الأوروبي للاستثمار إلى تنفيذ خطة للابتكار والمقاولات الصغيرة والمتوسطة في حوض المتوسط. وأكد وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة أحمد رضا الشامي والوزير الفرنسي المكلف بالصناعة والطاقة والاقتصاد الرقمي اريك بيسون، خلال اجتماع بالرباط، عزم البلدين على الشروع في أشكال جديدة للتعاون على مستوى قطبهما التنافسي المرتكز حول التكنولوجيا الرقمية والطاقات المتجددة. كما دعا المغرب وفرنسا، أول أمس الاثنين بلدان الاتحاد من أجل المتوسط إلى إبرام ميثاق طاقي أورومتوسطي. وقال وزيرا الطاقة الفرنسي والمغربي، في إعلان مشترك، «ندعو بلدان الاتحاد من أجل المتوسط إلى الانخراط في ميثاق طاقي أورومتوسطي، يعد وحده الكفيل برفع التحديات المطروحة علينا، والاستفادة المثلى من إمكانياتنا في إطار روح للتنمية المشتركة تقتضيها الضرورة». وقال إريك بيسون «نحن شركاء حقيقيون للمخطط المغربي للطاقة الشمسية. إنه مخطط طموح جدا، وسيشكل حجر الزاوية بالنسبة للمخطط المتوسطي للطاقة الشمسية». وأوضح قائلا «لتفعيل هذه الشراكة الشاملة، يتعين الاشتغال على الترابطات. كل شيء يمر عبر الطريقة التي سيتم بها ربط المغرب بإسبانيا، وإسبانيا بفرنسا». وكان بيسون، قال إن بلاده تأمل في ميثاق طاقي لتسريع إنجاز المخطط المتوسطي للطاقة الشمسية. وأبرز في حديث صحفي أول أمس الاثنين «أن المخطط الشمسي يتوخى الاستجابة للطلب على الكهرباء الذي سيتزايد بستة في المائة في جنوب وشرق المتوسط في أفق2025، من خلال تثمين المقدرات الضخمة للمنطقة في مجال الطاقة الشمسية». وسجل بيسون أن المغرب وفرنسا يرفعان نفس الشعار :«المرور من المخطط الى الأفعال» عبر تعبئة شركائهما، من الدول أعضاء الاتحاد من أجل المتوسط، و المقاولات، والمانحين والمستثمرين. وأضاف «مقاربتنا واضحة إذن: قطب امتياز فرنسي مغربي، مخطط شمسي متوسطي سيخلق مزيدا من إمكانيات التكوين، مزيدا من تقاسم التكنولوجيا ومزيدا من فرص الشغل» مشددا على أن المغرب وفرنسا مدعوان الى تقديم النموذج من خلال وضع الطاقة الشمسية في صلب شراكتهما. وبخصوص المخطط الشمسي، قال الوزير الفرنسي إن بلاده تقترح التقدم بشكل متزامن على ثلاثة محاور تتعلق بتعبئة التمويلات العمومية والخاصة، وبناء شبكات ربط جديدة وتنظيم تعاون تكنولوجي وصناعي جديد، مذكرا بأن الوكالة الفرنسية للتنمية منحت مؤخرا 100 مليون أورو لدعم المخطط المغربي للطاقة الشمسية. وكشف بيسون أن المغرب وفرنسا سيبرمان قبل نهاية2011 اتفاقات شراء في مجال الكهرباء، مشيرا الى التعاون القائم بين المدبرين ومؤسسات التقنين في البلدين. وأعرب عن أمله في التوصل الى سوق أورومتوسطية للكهرباء، مؤكدا في المقابل أن الهدف ليس استيراد كل الكهرباء المنتجة، على حساب ساكنة جنوب المتوسط. وقال بهذا الخصوص «لا ينبغي أن يكون المغرب العربي المصنع الكهربائي لبلدان الشمال». ولدى تطرقه لإمكانات التعاون في الاقتصاد الرقمي، تحدث اريك بيسون عن التعاون بين أقطاب التنافسية على غرار الاتفاق الذي سيوقع خلال زيارته للرباط بين «سيستيماتيك-باريس» و«ماروك نيميريك كلوستر» وتكييف التجارب المغربية والفرنسية في المنطقة الأورومتوسطية لتكوين المقاولات الصغرى والمتوسطة في مجال الاقتصاد الرقمي. من جانبها، أكدت وزيرة الطاقة والمعادن أمينة بنخضرة أن «الاندماج في الفضاء الأورومتوسطي يشكل عنصرا أساسيا ضمن الاستراتيجية الطاقية للمغرب». وأضافت أن «المغرب، القوي بموقعه الجغرافي المتميز، يتطلع الى القيام بدور ريادي في مجال الربط الكهربائي الأورومتوسطي وإقامة سوق طاقية بين ضفتي المتوسط». وتشتمل هذه المبادرة المغربية- الفرنسية على ثلاثة عناصر رئيسية، تتمثل في تسريع عملية تمويل مخطط الطاقة الشمسية المغربي لإقامة 20 جيغاواط من الطاقة الكهربائية الجديدة في شمال وشرق المتوسط، والانتهاء بحلول عام2020 من الحلقة الكهربائية المتوسطية عبر تقوية الترابطات شمال- جنوب وجنوب- جنوب، فضلا عن تنظيم أشكال التعاون التكنولوجي من أجل إحداث فروع صناعية أورو متوسطية للطاقات النظيفة وشبكات كهربائية. وخلال هذه الزيارة، وقعت النقابة الفرنسية للطاقات المتجددة وجمعية الصناعات الشمسية والريحية على اتفاق للتعاون في مجال التكوين والبحث والتنمية والإنتاج الصناعي والنهوض بالمقاولات. ويتوزع المشروع المغربي للطاقة الشمسية على خمسة مواقع، سيتم إنجازها قبل متم سنة 2020 في ورزازات (500 ميغاواط)، والعيون بوجدور (الصحراء)، وطرفاية (جنوبأكادير) وعين بني مطهر (شرق فاس، وسط). وسيغطي المشروع مساحة 10 آلاف هكتار، وسيمكن ، بعد الانتهاء منه، من اقتصاد مليون طن من النفط سنويا، أي ما يقارب 500 مليون دولار، وسيجنب المغرب انبعاثات بحجم7 .3 مليون طن من ثاني أوكسيد الكربون سنويا. وفي عام 2020، عندما سيصبح هذا البرنامج عمليا، سيمثل إنتاجه 42 في المائة من حاجيات المغرب من الكهرباء. الفاسي الفهري يتباحث مع إريك بيسون أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري، مساء أول أمس الإثنين بالرباط، مباحثات مع الوزير الفرنسي المكلف بالصناعة والطاقة والاقتصاد الرقمي إريك بيسون. وتطرق المسؤولان ، خلال هذا اللقاء، إلى العديد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك من قبيل العلاقات الثنائية في مجالات الصناعة والاتحاد من أجل المتوسط وكذا الوضع الراهن في إفريقيا والأحداث التي تشهدها بعض البلدان العربية. وقال الفاسي الفهري في تصريح للصحافة عقب هذا اللقاء، إن المباحثات تناولت، على الخصوص، سبل التقارب بين ضفتي المتوسط والشراكة الثنائية في مجال الطاقة ولاسيما الطاقات المتجددة. من جهته، أكد بيسون أن هذا اللقاء شكل مناسبة لمسؤولي البلدين من أجل مناقشة المخطط الشمسي المتوسطي والاتحاد من أجل المتوسط وقضايا ثنائية أخرى. كما اغتنم الوزير الفرنسي الفرصة مجددا للتعبير عن سعادته بتنصيب الدبلوماسي المغربي يوسف العمراني أمينا عاما للاتحاد من أجل المتوسط، موضحا أن هذا التعيين يجب أن يكون مناسبة لتعزيز وإعادة إطلاق هذا الاتحاد، الذي تتشبث به بلاده كثيرا.