توصل فرع الدارالبيضاء للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بتقرير حول الاعتداءات التي تعرض لها بعض الصحافيين من طرف قوات الأمن، إثر تدخلها لتفريق وقفة لناشطين سياسيين وحقوقيين بحي سباتة مساء يوم الأحد 29 ماي. ويتعلق الأمر باعتداء في حق الزميل منير الكتاوي الصحافي بجريدة «الوطن الآن»، رغم أنه كان يرتدي صدرية الصحافة، لكن ذلك لم يعف أحد المسؤولين الأمنيين، من إعطاء الأمر لبعض العناصر الأمنية ضمن التشكيلة المعروفة ب «الصقور»، بالاعتداء عليه وانتزاع آلة التصوير منه، حيث انهال عليه بالضرب في مختلف أنحاء جسمه، ثلاثة من هذه التشكيلة الأمنية يحملون عصيا على شكل قضبان، ولما فشلوا في انتزاع آلة التصوير، تقدم أحدهم وبانفعال شديد للزميل الكتاوي، ليضربه على مستوى الوجه مكسرا له نظارته الطبية، تاركا إياه في حالة شبه غيبوبة لم يستفق منها إلا وهو في المستشفى المحلي. وتتعلق الواقعة الثانية بحالة الزميل يوسف سعود الصحافي بجريدة «بيان اليوم»، الذي تعرض حسب شكايته، للسب والتعنيف من قبل عدد من رجال الأمن حجز أحدهم كان يرتدي لباسا مدنيا، آلة تصويره من نوع SAMSUNG . إن مكتب فرع الدارالبيضاء، إذ يندد بالاعتداءات الممنهجة، التي باتت تطال الصحافيين أثناء أدائهم لواجبهم المهني، والتي كانت موضوع تقارير وبلاغات إدانة واستنكار من قبل النقابة الوطنية للصحافة المغربية، يطالب بفتح تحقيق جدي لتحديد المسؤولين عن هذا التصرف الذي يعد انتهاكا صارخا للقوانين الوطنية والمواثيق الدولية في مجال حقوق الإنسان وحرية التعبير، والتي تنص على حق الصحفيين في ممارسة مهنتهم بكل حرية، وضمان الحماية الجسدية والمعنوية لهم أثناء مزاولة واجبهم . من جهة أخرى، أدان فرع تطوان للنقابة الوطنية للصحافة المغربية الاعتداء الذي وصفه الفرع بالمهين والذي تعرض له الزميل يوسف الجوهري مراسل جريدة «الصباح» من طرف أحد عناصر الأمن و يقوم بواجبه الإعلامي في تغطية وقائع التدخل الأمني لمنع المسيرة الاحتجاجية التي كانت مقررة يوم 29 ماي 2011 بشارع محمد الخامس، وجاء في بيان للفرع أن الشرطي المعني قام باعتداء على الزميل الجوهري قبل أن يكسر آلة تصويره بشكل مستفز، علما بأنه كان يرتدي سترة النقابة التي تبين هويته وتشير بكونه صحفيا مكتوبة باللغة العربية والفرنسية، كما تؤكد انتماء المعني للنقابة الوطنية للصحافة المغربية المبينة في الصدرية المعنية، وهو ما لا يعطي حسب البيان أي حجة أو دافع للمعتدي في التنكر أو ادعاء عدم معرفته بالمعتدي عليه، خاصة وأن اتفاقا سابقا بين النقابة الوطنية للصحافة المغربية وفيدرالية الناشرين، والمديرية العامة للأمن، كان قد أكد الضمانات الكافية للسلامة الجسدية للصحفيين خلال تغطيتهم للحراك المجتمعي، على أساس ارتداء صدرية تبين هويتهم، وهو ما لم ينضبط له الشرطي المعني رغم وجود دوريات وتعليمات مركزية في هذا الشأن.