تؤكد كل الأبحاث الطبية والدراسات أن النظام الغذائي المتنوع يلعب دورا مهما في الوقاية من الأمراض المزمنة، مبرزة ومن خلال تفاصيل علمية كيف يساعد النمط الغذائي ضد الالتهاب في تمنيع الجسم وإكسابه العظام صحة جيدة. وفي هذا الصدد كشفت دراسة أمريكية حديثة، قام بها مجموعة من الباحثين، والتي نشرت مؤخرا في مجلة العظام والكثافة المعدنية، كيف أن اتباع نظام غذائي غنى بالعناصر الغذائية المضادة للالتهابات قد يقلل من أمراض العظام لدى بعض النساء، علما أنه، وفقا للمعاهد الوطنية للصحة (NIH)، فإن أكثر من 53 مليون شخص في الولاياتالمتحدة يعانون من هشاشة العظام بالفعل أو ترتفع لديهم خطر الإصابة بهذا المرض. وأشارت الدراسة إلى أن معظم الكسور تحدث في الفخذين، والعمود الفقري، مبرزة أن كسر الفخذين هو أخطر الحالات التي تحتاج في الغالب لتدخل جراحي. واستعانت الدراسة ببيانات من مبادرة صحة النساء (WHI)، وهى دراسة صحية وطنية طويلة الأجل تركز على استراتيجيات الوقاية من أمراض القلب وسرطان الثدي، وسرطان القولون والمستقيم، وكسور هشاشة العظام عند النساء بعد سن اليأس، وقارنوا هذه البيانات بمستويات المواد الغذائية التي تحتوى على مواد مضادة للالتهابات ومستويات كثافة المعادن في العظام وحدوث الكسر. واستخدم الباحثون مؤشر الالتهابات الغذائية وربطه بمستويات التعرض لكسور الفخذين والذراعين والكسر الكلى، حيث تبيّن أن السيدات اللواتي اتبعن نظاما غذائيا غنيا بالمواد المضادة للالتهابات كنّ أقل عرضة للتعرض للكسور مقارنة بالسيدات اللواتي لم تحصلن على مواد مضادة للالتهابات. دراسة تنضاف إلى سابقاتها التي تشدد على أن نظاما غذائيا غنيا بالفواكه، والخضراوات، والسمك والحبوب الكاملة، هو يساعد على تقليص فقدان الكثافة العظمية ويساهم في الوقاية من الكسر العظمي، خاصة عند النساء اللواتي هنّ في المرحلة التي تعرف بسن الأمل. هذا البحث الذي ساهم في تأكيد أبحاث سابقة تدلّ على وجود علاقة بين ارتفاع علامات الالتهاب في الدم وفقدان الكثافة العظمية عند الأشخاص المسنين، كما بيّن البحث كيف أن النظام الغذائي ضد الالتهاب هو يقلّص خطر الإصابة من الكسر العظمي للورك عند النساء في سن الأمل واللواتي يقل سنهن عن 63 سنة. في نفس السياق، يجب التذكير بأهمية الوقاية من هشاشة العظام باعتماد التربية الغذائية السليمة وذلك حتى يتسنى تكوين رصيد عظمي منذ الطفولة، من خلال تناول أطعمة غنية بالكلسيوم، واعتماد التمارين الرياضية، واستحضار كيف أن هشاشة العظام هي تشكّل اليوم آفة ومشكلة صحية في بلادنا، وتؤدي إلى ارتفاع نسب ومعدّلات الكسور تتسبب في عدد من والعاهات المستديمة، خاصة وأن الكثافة العظمية هي تتقلص مع السن والنقص الحركي. ويوصي خبراء التغذية بأن يكون النظام الغذائي متنوعا كما أشرت إليه سابقا، وأن يشمله التعدد والغنى من حيث المكونات، مع عدم استثناء البقوليات التي تحتوي على البروتينات، الألياف، والمغذيات الدقيقة، مع عدم إغفال ملاحظة أساسية، والمتمثلة في نصيحة الأطباء المستمرة التي يتم التأكيد عليها والمتمثلة في عدم الإفراط في أكل اللحوم، والتقليل من الإقبال الشديد على المشروبات السكرية والعصائر، وتفادي اللحوم المصنعة التي ترفع من خطر الإصابة بسرطان القولون، والأمراض القلبية الشرايينية، مقابل تناول السمك الذي يقلّص من مخاطر الإصابة بهذه الأخيرة وذلك بنسبة ستة في المئة، والإكثار من الخضراوات والفواكه التي تقي من الأمراض المزمنة.