يستطيع الأساطير مثل جوزيف أنطوان بيل وتوماس نكونو وجاك سونغو أن يطمئنوا لأن سلالة حراس المرمى الكاميرونيين وجدت وريثها الجديد: إنه فابريس أوندوا، الذي ظهر كأحد كبار مهندسي المشوار الناجح للكاميرون في كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم. ومن اهم ما قام به أندوا (21 عاما) حتى الآن وبمفرده تقريبا هو إقصاء السنغال ونجمها ساديو مانيه، رغم أنها كانت مرشحة بقوة لإحراز اللقب، من ربع النهائي بعد أن أخرج الدولة المضيفة الغابون ونجمها بيار أيميريك أوباميانغ من الدور الأول وسط دهشة الجميع، كما ساهم بقوة مساء أول أمس الخميس في إطفاء بريق نجوم غانا، في المربع الذهبي، وقيادة الأسود غير المروضة إلى النهائي. ففي مواجهة منتخب السنغال (أسود تيرانغا)، أحبط الحارس الشاب جميع محاولات المهاجمين وسمح للكاميرون بانتزاع تعادل ثمين في الوقتين الأصل والإضافي، وجر الخصم إلى ركلات الترجيح، وصد في البداية إحدى الركلات بالأصبعين، لكن القائم خانه وحول الكرة إلى داخل الشباك، قبل أن يقف في وجه الركلة الخامسة الاخيرة التي سددها مانيه، وأهدى الفوز لبلاده وبطاقة العبور إلى دور الأربعة. وقال أندوا بعد تصديه لركلة مانيه «هذا النوع من اللاعبين موهوب جدا. يجب ألا تظهر له أنك تعرف مسبقا الزاوية التي سيسدد الكرة اليها. يجب الانتظار حتى يطلقها ثم الاستعداد لمحاولة إبعادها»، معبرا بذلك عن نضج كبير لا يقاس بصغر سنه. وقبل السنغال، حافظ على شباكه نظيفة أمام الغابون في المباراة الثالثة الأخيرة للمجموعة الأولى في الدور الأول بتصديه لكرات خطرة ومركزة، وكان التعادل السلبي بمثابة بطاقة عبور «الأسود غير المروضة» إلى ربع على حساب «فهود» الغابون. وخدعته كرة الغابوني دينيس بوانغا، أحد اكتشافات النسخة الحالية، فناب عنه القائم الأيسر في التصدي لها لتعود إلى ديديه ندونغ، الذي حاول إعادتها إلى الشباك فكانت ردة فعله سريعة وحولها إلى ركنية. وقد تم اختيار أوندوا ضمن المنتخب المثالي بعد الدور الأول على حساب المخضرم عصام الحضري، حارس مرمى مصر، أكبر لاعب في البطولات الافريقية (44 عاما). وتمجيدا لهذا الحارس الاحتياطي في صفوف إشبيلية الاسباني، أطلقت اغنية على موقع يوتيوب بعنوان «اوندوا أنت جيد». فمن أين اتت هذه الظاهرة؟. ببساطة من أحد أفضل مراكز التدريب في العالم: ماسيا برشلونة. وبعد مرور في أكاديمية صامويل ايتو، أحد أساطير الهجوم الكاميروني، التحق أندوا بالفرق الصغيرة لنادي برشلونة، وفاز مع أحدها بلقب دوري الصغار (دوري أبطال الشباب) عام 2014. ولم يستطع ان يبدأ مع محترفي النادي الكاتالوني، كما لم يستطع فرض نفسه مع ناستيك تاراغونا من الدرجة الثانية، ولا حتى في إشبيلية، الذي ضمه على سبيل الاعارة الصيف الماضي. لكن ابن مدينة ياوندي، نجح في أن يكون الحارس الأساسي في منتخب بلاده، معيدا إلى الصف الخلفي كارلوس كاميني الذي على غراره، بزغ نجمه في وقت مبكر.