كَمْ مِنْ مساءٍ كان يجمعنا شربنا على ذُبالتِه أُجاجَ التّعبِ فَمَا ارْتويْنا واقتسمنا كِسْرةً مِنْ قُرْصِ القمر فمَا أفل السّغبُ وعزفنا في جوف زجاجات على مقام المَطَرِ فما ابتلت من غيها ذؤابات وما انفلقت سويداء الفكر كان « سَبُو « غَيْرَ بعيدٍ يُغَرْغِرُ تحت الجسر الوطيء هناك في بداية المنحدر تناغيه مزامير الأنسام و تحرسه ضفدعةٍ وحيده بثرثرة لا تنام كنّا ثلاثه .. و رابعنا .. خامسنا .. سيقان هزيلة من قصب الكرخ نخاصراعطابها المياسة حول نار توقظ الوجع كالهنود الحمر نراقص اشباحها نتلوصلاة الصخب موقعة فوق طين الضفاف و ما بلغْنا ذروة الخَدرِ لأنّ تمثال الشمع قد سال بين الماء و الجمر لأنّ كأسا مكشرة شحذت في الظهر شظاياها على حوافّها اانثلمت شفاهُ اللؤم و الحجر و ما فطنت قيْدَ مجلسٍ حتّى اثخنها النبيذ المر بحمرة الحقيقه كمْ من مساء أوْصدتُهُ علي دون الأرياح و نُدُوب الشّكِّ العميقه في رأسي أُدِيرُ المِزْلاجَ أعقد الطرقات انشوطتين حول ركبتي اتوسد بئرا سحيقه لكنْ مَا أهْمَدَتْ جُهْنةُ الأسْوَارِ جَمْرَ المواجِع و لا روضت برهة جنزرة الظنون عندمَا أعُودُ وحيدا بدوني إلي أفرغ الزجاجة المغشوشة في جوفي و ما تبقى من حطام مالح فوق مائدة الصمت كم مساء تضمحل اساريره بين الجعجعة و الغبار وراء الباب كنت أنفضه عن ذيول اعذاري فما امطرت عواصف تنقضه ليطل النهر من عيني عائدا بجرار قد هشمها العطش صوب أعالي الجبل مكناس في 2/11/2016