أنجبت القارة الإفريقية على مر الأجيال نجوما لفتوا أنظار العالم الكروي من شرقه إلى غربه، ووضعت في قائمة مبدعيها أسماء أسطورية مثل طارق ذياب ولخضر بلومي ومحمود الخطيب وجورج وياه وعبيدي بيليه ومصطفى حجي وصامويل إيتو وديدييه دروغبا وغيرهم، لكنها قدمت كذلك نجوما كسروا حاجز الزمن، وحاربوا سن الاعتزال ليحققوا إنجازات فريدة مع أرقام قياسية، ستبقى تحت اسم الأفارقة لسنواتٍ طويلة. ففي العام 1987، أعلن الهداف الكاميروني روجيه ميلا عن اعتزاله الدولي بعد مسيرة حافلة بدأت عام 1973، لكنه تلقى عام 1990 اتصالا من الرئيس الكاميروني بول بيا، الذي طالبه بالعودة عن اعتزاله للمشاركة مع منتخب بلاده في المونديال الإيطالي. وشارك ميلا في نهائيات كأس العالم ذلك العام وهو في ال 38 من العمر، لكن هذا لم يمنعه من تسجيل 4 أهداف، ساعدت المنتخب الكاميروني على بلوغ الدور ربع النهائي، ليصبح أول المنتخبات الإفريقية التي تنجح في التأهل نحو هذا الدور. ولم يكتف ميلا بهذا القدر من العطاء، فبعد 4 سنوات تواجد النجم الكاميروني الأسطوري في قائمة الكاميرون في نهائيات المونديال الأمريكي عام 1994، وأصبح أكبر لاعب ينجح في تسجيل هدف في كأس العالم مع هدفه في مرمى روسيا، حيث كان ميلان حينها في ال 42 من العمر. وفي السياق نفسه، استمرت القارة الإفريقية في تحطيم الأرقام خلال النهائيات القارية المقامة حالياًفي الغابون مع القصة البطولية التي كتبها الحارس المصري عصام الحضري. فقبل 9 سنوات وخلال النسخة التي أقيمت في غانا عام 2008، كان الحضري اللاعب الأكبر سنا في قائمة المنتخب المصري، الذي تُوج حينها باللقب، واستمر في ذلك في النسخة التالية في أنغولا عام 2010 عندما شارك مع منتخب الفراعنة وهو في ال 36 من العمر، ليحقق حينها لقبه الإفريقي الرابع. وبعد مرور 7 سنوات على مشاركته الأخيرة، عاد الحضري للدفاع عن المرمى المصري، عبر خوضه للمباراة الأولى أمام مالي بعد يومين من احتفاله بعامه ال 44، ليصبح اللاعب الأكبر سنا في تاريخ كأس الأمم الإفريقية والمسابقات القارية حول العالم، ونجح في تدعيم رقمه القياسي مع بعد تخطي العقبة المغربية، حيث بلغ الفراعنة نصف نهائي كأس الأمم الإفريقية.