بمقبرة الشهداء بالدارالبيضاء، كان لمناضلي ومناضلات النقابة الوطنية للتعليم (ف.د.ش) موعد على الساعة 10:00 من صباح يوم الثلاثاء 20 دجنبر لزيارة قبر فقيد الشغيلة التعليمية وعموم المأجورين عبد الرحمان شناف، تلبية لدعوة المكتب الوطني، يتقدمهم الكاتب العام الأخ عبد العزيز إوي، وابنا المرحوم أحمد وبشرى، كما حضرها أعضاء من المكتب الوطني والمجلس الوطني والمكتب الجهوي لجهة الدارالبيضاءسطات وبعض المناضلين والمسؤولين. حيث وقف الحاضرون على قبر الكاتب العام السابق للنقابة الوطنية للتعليم الوارثة لأسرار الصراع باسم قطاع التعليم والطبقة الوسطى، التي كانت الواجهة المنيعة والصامدة في وجه الاستبداد خلال سنوات الرصاص. كان الفقيد من الرعيل الأول الذي عمل على بناء أداة نقابية حرة ومستقلة، قادرة على أن تكون رافعة للمعارضة وللدفاع عن حقوق نساء ورجال التعليم، وعموم المغاربة. كان التعليم حينها الطبقة الرافضة والفضاء الذي تتواجه فيه الدولة مع المجتمع. عبد الرحمان شناف، إلى جانب مجموعة من القادة النقابيين، مرت عليه كل محن المغرب المستقل، منذ الستينيات إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة في مثل هذا اليوم من سنة 2005. الذين عاشروه يعرفون عنه الرجل البسيط، اللطيف، البشوش، القادر على المزاح في عز الأزمات والشدائد، الغيور جدا على استقلالية القرار المجتمعي، مع الانحياز التام والواضح إلى الصف الديموقراطي والتقدمي لبناء مجتمع حداثي تسوده العدالة والإنصاف والعيش بكرامة. اعتقل عبد الرحمان شناف في محطات الصراع مع دولة الاستبداد في السبعينيات، وكان من ضمن الذين شملتهم الحملة في منتصف السبعينيات. أستاذ الاجتماعيات والتربية الوطنية، كان يعلم الأجيال قيم المواطنة الحقة المبنية على الحق والواجب ومقاومة الاستبداد. كان رحمه الله من مؤسسي البديل النقابي سنة 1978. ولم تمض سوى سنوات قليلة حتى كان على موعد مع الزنزانة، بعد أحداث الدارالبيضاء في 1981 وهي الأحداث التي اندلعت بعد الزيادات في الأسعار، وبسبب الاحتقان الاجتماعي والسياسي في البلاد، الأحداث التي خلفت المئات من القتلى، حيث تم اعتقال القيادة النقابية آنذاك، عبد الرحمان شناف من هذه الطينة التي ما أحوجنا إليها والتي نتذكرها في زمن يتسم بالفوضى والتشرذم، في زمن ما أحوجنا فيه إلى جبهة للدفاع عن المدرسة العمومية الضامنة لكل تنمية، تنمية الإنسان المتشبع بالقيم النبيلة، في وطن محصن من الانزلاقات والتراجعات.