اتهم البيت الابيض الخميس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتورط في عمليات القرصنة المعلوماتية التي طالت الانتخابات الرئاسية ودفعت باراك أوباما الى الاعلان عن رد انتقامي، بينما رفضت موسكو هذه الاتهامات واصفة اياها ب»وقحة الى ابعد حد». ومن جهته، اعتبر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الجمعة ان اتهامات البيت الابيض «وقحة الى ابعد حد». وقال بيسكوف في ما يتعلق باتهام موسكو بالمسؤولية في هذه الاختراقات «في هذه المرحلة بات على (الاميركيين) اما التوقف عن التطرق الى هذا الموضوع او تقديم ادلة. وإلا فهذا يفوق الوقاحة»، وذلك في حديث مع الصحافيين على هامش زيارة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى طوكيو. والأمر الاكيد هو ان الولاياتالمتحدة لن تقف بلا رد، كما قال أوباما في مقابلة مع اذاعة «ان بي آر» وقال أوباما «من الواضح أنه عندما تحاول حكومة أجنبية، اي حكومة، التأثير على نزاهة انتخاباتنا فانه علينا الرد». وأضاف «نحن سنرد في الزمان والمكان اللذين نختارهما»، مؤكدا ان «بعضا منه (الرد) سيكون واضحا وعلنيا. والبعض الآخر قد لا يكون كذلك». ولم يذكر أوباما اسم بوتين في هذه المقابلة. لكن احد اقرب مستشاريه بن رودس اورده في حديث مع شبكة «ام اس ان بي سي». وقال رودس «لا اعتقد ان حوادث تبعاتها واسعة الى هذا الحد يمكن ان تحدث داخل الحكومة الروسية بدون ان يعرف بها فلاديري بوتين». وأضاف «في النهاية فلاديمير بوتين مسؤول عن اعمال الحكومة الروسية». من جهته، سعى ترامب الذي سيتولى رسميا منصب الرئيس الشهر المقبل الى التذكير بمحتوى الرسائل الالكترونية التي تمت قرصنتها ونشرها موقع ويكيليكس. وكتب الجمعة في تغريدة على موقع تويتر «هل نتحدث عن نفس الهجوم الالكتروني الذي كشف ان مديرة الحزب الديمقراطي اعطت هيلاري بشكل غير قانوني اسئلة المناظرة» الانتخابية. وكان أوباما صرح قبل ايام ان الامر «حدث قبل شهر من الانتخابات»، مذكرا بان مكتبه وجه اصابع الاتهام الى موسكو منذ السابع من اكتوبر اي قبل شهر من الاقتراع الذي جرى في الثامن من نوفمبر. وقال النائب الديموقراطي آدم شيف العضو في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب انه في روسيا «ليس هناك سوى صاحب قرار واحد هو بوتين». وتزداد عزلة ترامب مع اصراره على تبرئة بوتين الذي اشاد في معظم الاحيان بميزاته كقائد ويعتقد انه يستطيع تحسين العلاقات معه. ويعتبر استثنائيا ان يرفض القائد المقبل للجيش الاميركي نتائج توصلت اليها اجهزة الاستخبارات الاميركية، من وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) الى مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي). وهو يتعارض كذلك مع مصلحة حزبه اذ ان العداء للروس لدى المحافظين اقوى من اي يوم مضى. وسيطلق الجمهوريون في الكونغرس عددا من التحقيقات البرلمانية حول دور روسيا في الحملة الاميركية. وقال المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية مايكل هايدن ان ترامب «هو الشخصية الاميركية الوحيدة التي لم تعترف بان الروس شنوا حملة تأثير سرية ضد الولاياتالمتحدة». وكانت ادارة أوباما اتهمت روسيا مطلع اكتوبر بأنها قامت بعمليات قرصنة ضد منظمات سياسية اميركية -- الحزب الديموقراطي وفريق هيلاري كلينتون -- للتدخل في العملية الانتخابية الاميركية. ومنذ ذلك التاريخ، كانت ادارة الاستخبارات الاميركية ترى ان «مسؤولين روس رفيعي المستوى» فقط سمحوا بهذه النشاطات. وبعد الانتخابات تم تسريب تقرير لوكالة الاستخبارات المركزية الى الصحف يتهم السلطات الروسية مباشرة هذه المرة بأنها حاولت عمدا الدفع باتجاه انتخاب ترامب ضد كلينتون. وقال بيتر كينغ البرلماني الجمهوري المتحالف مع ترامب «من في السي آي ايه؟». وأضاف «كل اجهزة الاستخبارات التي تحدثت الينا حتى الآن قالت انها لا تعرف ما هو الهدف باستثناء زعزعة الانتخابات ودفع الاميركيين الى التشكيك». وتمت قرصنة عشرات الآلاف من رسائل مسؤولين ديموقراطيين وجون بوديستا رئيس حملة هيلاري كلينتون ثم نشرت على الانترنت في 2016 وخصوصا خلال الشهر الاخير من الحملة. وكشف ذلك المناقشات التي تجري داخل معسكر كلينتون وشوش على رسالة المرشحة الديموقراطية. وفي محيط ترامب، يؤكد المسؤولون الرغبة في بداية جديدة مع الروس.