عزز فريق المغرب الفاسي رصيده من ألقاب كأس العرش، بعدما انتزع مساء الجمعة الماضي لقبه الرابع ، عقب فوزه (2 – 1) بعد التمديد، على أولمبيك آسفي، في المباراة النهائية، التي احتضنها ملعب الشيخ الأغضف بمدينة العيون. علما بأنه وصل للمباراة النهائية 12 مرة في تاريخه. وفي المقابل، فشل أولمبيك آسفي في إحراز باكورة ألقابه. ويديم نمور فاس للهداف الإيفواري دجيجي غيزا، الذي سجل الهدفين في الدقيقتين (3 و100)، فيما سجل جاء الهدف المسفيوي من رجل المهدي النملي، بعد ضربة جزاء مثيرة للجدل في الدقيقة (65). وبادر المغرب الفاسي منذ انطلاقة اللقاء إلى الضغط على منطقة لعب أولمبيك آسفي، فأثمر اندفاعه هدفا في الدقيقة الثالثة، بواسطة غيزا، الذي استغل خطأ دفاعيا، وسدد بقوة في شباك الحارس حمزة الحمودي. وخلق هذا الهدف المبكر حالة ارتباك في معترك الأولمبيك، حيث فشل اللاعبون في إيجاد الإيقاع المناسب، واستسلموا لقوة الضغط الذي مارسه الفريق الفاسي. وخلق اللاعبان كوفي بوا وديدجي غيزا خطورة كبيرة على مرمى الحارس حمودي، حيث كان يتحركان في كافة الاتجاهات، وخلقا مجموعة من الفرص السانحة للتهديف، والتي أهدر إحداها بوا في الدقيقة العاشرة، بعدما اختار التسديد بعيدا عن المرمى. وافتقد أبناء المدرب الدميعي للفعالية، خاصة على مستوى الخط الأمامي، وتجلى ذلك في قلة عدد محاولات التهديف، حيث كانت تحركات النملي والكودالي وعطية الله بدون فعالية. وشكلت الجهة اليسرى نقطة الضوء داخل الفريق العبدي، حيث كان الظهير الأيسر سعد أيت الخرصة يقوم ببعض المناورات، والتي لم تجد المساندة الكافية، فضاع مجهود اللاعب. وفي ظل المحاصرة التكتيكية التي اعتمدها مدرب الماص، طارق السكتيوي، كان خيار التسديد من بعيد حل العناصر المسفيوية، لكنها لم تشكل خطورة على مرمى الحارس يحي الفيلالي. وكادت الدقيقة (35) أن تحمل أنباء محزنة لأبناء آسفي، بعد انسلال غيزا من الجهة اليمنى، والذي مرر كرة جميلة لبوا، لكن ضربته الرأسية أخطأت إطار مرمى الحارس حمودي، رغم تموضعه الجيد في مربع العمليات. وفي الوقت الذي انتظر أنصار الأولمبيك استفاقة عناصر فريقهم في الشوط الثاني، كاد غيزا أن يقضي على أمالهم في الدقيقة 50، بعدما سدد كرة زاحفة، مرت بجوار القائم. وبادر هشام الدميعي، مدرب أولمبيك أسفي، إلى طلب نجدة كرسي الاحتياط، فأدخل البرازيلي لوسيانو، بدلا من المدافع عبد الفتاح بوخريص، مراهنا على إنعاش الخط الأمامي شبه المشلول لفريقه، وبالفعل تحركت الآلة المسفيوية، وبواسطة لوسيانو، الذي أضاع كرة سانحة للتهديف في الدقيقة (54). وشكل غيزا خطورة بالغة على مدافعي الأولمبيك، ولم يتكر لهم أي فرصة للالتقاط الأنفاس، حيث كان في كل مرة وحين يشن هجومات خاطفة، اضطر في إحداها الحارس حمودي إلى استعمال كل لياقته لصد الكرة. ولم يجد الدميعي بعدا من إدخال مهاجم جديد، كان هذه المرة إبراهيم البحراوي، بدلاً من الكودالي، وفعلا أعطى هذا التغيير بعض الفعالية لخط الهجوم المسفيوي، الذي رفع من ضغطه على مرمى الفيلالي، إلى أن أعلن الحكم رضوان جيد عن ضربة جزاء، بعد سقوط النملي داخل معترك العمليات. ضربة الجزاء انبرى لها النملي، مسجلا هدف التعادل في الدقيقة (65). وارتفعت فعالية الفريق العبدي، حيث تحكم في وسط الميدان، وراح يخلق بعض محاولات التهديف، كادت إحداها في الدقيقة 72، بعد انسلال البرازيلي لوسيانو من الجهة اليمنى، جيث مرر كرة جميلة لعطية الله، لكن ضربته الرأسية أخطأت إطار الحارس الفاسي. وتميزت المباراة ببعض اللحظات العصبية، كان فيها الاحتكاك البدنى خارج منطق الروح الرياضية، مما اضطر معه الحكم جيد إلى رفع البطاقة الحمراء في وجه البرازيلي لوسيانو من الأولمبيك والمنيعي من الماص، بعد اشتباكهما في الأنفاس الأخيرة من الوقت القانوني، الذي انتهى بالتعادل بهدف لمثله، فكان اللجوء الحتمي للشوطين الإضافيين. وبعد عشر دقائق على انطلاق الشوط الإضافي الأول، تمكن أحسن لاعبي الفريقين خلال هذا اللقاء، غيزا من تسجيل الهدف الثاني للفريق الأصفر، بعد تنفيذه المتقن لضربة خطأ، أخطأ الحارس حمودي التعامل معها. وكانت اللحظات الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني خطيرة على مرمى الفاسيين، لكن مهاجمي الفريق المسفيوي لم يتعاملوا مع محاولاتهم بالتركيز المطلوب، ليفشلوا في الحصول على أول ألقابهم. يذكر أن هذه المباراة النهائية، ترأسها صاحب السمو الأمير مولاي رشيد، حيث سلم سموه كأس العرش لكرة القدم داخل القاعة ليوسف المزرعي عميد فريق فتح سطات الفائز بلقب أول دورة، وكذا كأس العرش لكرة القدم النسوية لفتيحة العسيري عميدة الجيش الملكي، الفائز على النادي البلدي للعيون (5 – 2)، قبل أن يسلم كأس العرش لعميد المغرب الفاسي عبد النبي الحراري.