في مقابلة غير متكافئة، استأسد فريق الرجاء البيضاوي، الذي نزل ضيفا برسم الدورة الثانية من البطولة الاحترافية على الفريق المحلي شباب قصبة تادلة، الوافد الجديد على مجموعة النخبة بعد غياب دام 5 سنوات، وهزمه بهدفين نظيفين أمام أكثر من 5000 متفرج، من بينهم 800 مشجع رجاوي. أشبال امحمد فاخر تفوقوا على التدلاويين أداء ونتيجة، حيث حسم الضيوف المباراة خلال الشوط الأول بتسجيل هدفين في د13 و د 34، مع تضييع عدة فرص هجومية من طرف كل من زهير الواصلي ومحمود بنحليب والحافظي مع اقتصاد واضح في المجهود. ففي الشوط الأول بدا جليا الفارق الكبير بين أداء الرجاويين، الذين تحكموا في وسط الميدان بواسطة كل من عصام الراقي ومابيدي وسعد اللمطي، وفرض ضغطا من الأجنحة بواسطة الحافظي والواصلي، مدعومين من طرف زكرياء الهاشمي من اليمين وجبيرة من اليسار، في حين ظل التدلاويون، وخاصة أيوب بركة والمهدي الدغوغي تائهين في الوسط. ليتمكن الضيوف من تسجيل هدف السبق في د13 بواسطة محمود بنحليب، الذي تلقى كرة من جبيرة وضعها بسهولة في مرمى الحارس سفيان نمير. ثم عاد سعد اللمطي ليضاعف الرصيد في د 34، حيث راوغ أربعة لاعبين تدلاويين وانفرد بالحارس، ليضع الكرة بسهولة في الشباك التدلاوي، معلنا توقيع الهدف الثاني. التفوق الرجاوي كان واضحا في الأداء الجماعي والالتزام الجيد بالتكتيك المخطط من طرف فاخر وكذا جودة التنفيذ، بينما كانت خطوط فريق قصبة مولاي اسماعيل مفككة مع انعدام الانسجام بين اللاعبين، وخاصة الجدد )6 لاعبين( فكان المهاجم سعد الغرباوي منعزلا في الأمام وأيت بيهي يناور لوحده من اليسار، مما سهل مهمة المدافعين البيضاويين الذين كانوا في راحة. لينتهي هذا الشوط بتفوق الزوار بهدفين نظيفين. وفي الشوط الثاني حاول المدرب هشام الإدريسي إعادة توازن الفريق، بإقحام عادل وهبي وفيصل الحدادي الذي أعاد الروح لوسط الميدان التدلاوي، بينما خلق وهبي عدة متاعب للمدافعين جواد اليميق وبدر بنون، فتمكن المحليون من خلق بعض الفرص في د 60 بواسطة رأسية لوهبي في يد الحارس الزنيتي، وفي د68 من قذفة قوية لغرباوي تصدى لها الزنيتي، و كذا في د 75 حين توغل عتيق شهاب، المدافع الوحيد الذي وقف ندا للبيضاويين، وسدد بقوة بجانب المرمى. في حين ظل الرجاويون يحافظون على الكرة بتمريرات أرضية بشكل استعراضي، مع توغلات قليلة للواصلي وبنحليب، أهمها قذفة ضعيفة للواصلي في يد الحارس التدلاوي في د63، وضربة مقص استعراضية للمدافع اليميق داخل المربع في د 83، مرت جانبا. لينتهي اللقاء بفوز سهل للرجاء بهدفين نظيفين أمام فريق مازال يبحث عن نفسه، في ظل انتدابات كثيرة للمدرب الإدريسي الذي يتحمل نتيجة اختياراته. تصريحان: هشام الإدريسي، مدرب شباب قصبة تادلة: «أعتقد أن هزيمة اليوم هي درس لنا، لنعيد النظر ونشتغل جيدا مع لاعبين لم يحققوا بعد الانسجام المطلوب. ينتظرنا عمل كبير، خصوصا وأننا سنواجه في الدورات المقبلة فرقا قوية كاتحاد طنجة وغيرها». امحمد فاخر، مدرب الرجاء الرياضي: «أهنئ فريقي على الفوز الثاني على التوالي. احتكرنا الكرة طيلة المباراة، وخاصة في الشوط الأول وسجلنا هدفين لنرتاح في بقية اللقاء. في الشوط الثاني، ورغم بعض المتاعب التي خلقها لنا الخصوم حاولنا الاحتفاظ بالكرة لمنعهم من اللعب كثيرا. سنعزز فريقنا بثلاثة لاعبين أفارقة سيكونون جاهزين بعد أسبوعين، لنرى بعد ست أو سبع مباريات هل لنا شخصية البطل هذا الموسم». كواليس انتدب المدرب الإدريسي ستة لاعبين: الغرباوي سعد من خنيفرة وبركة أيوب من وداد تواركة وعبادي عبد العلي من اتحاد تواركة وفيصل الحدادي والدغوغي معارين من الوداد ومصدق حمزة من الدفاع الجديدي. مجموعة من مشجعي فريق الرجاء بالمنصة الشرفية كانوا يسخرون من هزيمة الوداد بمصر بشعارات تمجد لاعبي الزمالك. خصص مكتب الفريق التدلاوي 1500 تذكرة لجمهور الرجاء بثمن 40 درهم للتذكرة الواحدة، بينما اقتنى الجمهور المحلي التذكرة بسعر 30 درهم فقط و 10 درهم للمنصة المغطاة. قبل انتهاء المباراة بحوالي 12 دقيقة، لاحظنا مغادرة جانب من الجمهور البيضاوي للملعب تحت حراسة الأمن. نقطة حسنة تسجل لفريق شباب تادلة، الذي نجح في التنظيم داخل وخارج الملعب، وخصص منصة مريحة للصحافة وكذا قاعة للندوات الصحافية. احتج المدرب الإدريسي على خروج امحمد فاخر مباشرة بعد نهاية تدخله أمام الصحافة وعدم التزامه بالبقاء لحضور تدخل الإدريسي، كما ينص عليه القانون، وقال الإدريسي بأنه يحس بالحكرة.