فتحت المدرسة العليا للتكنولوجيا بفاس مسلكا جديدا عبارة عن تخصص في الدباغة والصناعات الجلدية من شأنه أن يستجيب للحاجيات التي تتطلبها الدباغة والصناعات الجلدية من التقنيين والمتخصصين على الصعيدين الجهوي والوطني. وحسب بلاغ لإدارة المدرسة العليا للتكنلوجيا فإن مبادرة افتتاح هذا المسلك الجديد لقيت دعما وتشجيعا كبيرين من طرف غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة فاسمكناس وكذا جمعية الدباغين بالجهة، بالإضافة إلى العديد من مسؤولي الدباغة بكل من مدينتي المحمدية والدار البيضاء، فضلا عن الفيدرالية المغربية للصناعات الجلدية والمركز المغربي لتقنيات الجلد الذين أعربوا جميعهم عن استعدادهم لدعم وتشجيع طلبة هذا المسلك الجديد واستقبالهم وتمكينهم من دورات تكوينية في القطاع. وأكد المصدر نفسه أن المدرسة العليا للتكنلوجيا، التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، توخت، من خلال فتحها لهذا المسلك، تمكين الوحدات الصناعية في الدباغة والصناعات الجلدية من أطر متخصصة وذات تأهيل علمي وأكاديمي بإمكانها أن تشرف على التكوين والتأطير لفائدة العاملين داخل هذه الوحدات الصناعية وبالتالي العمل على تنمية وتطوير القطاع وتثمين المنتوج. وفي تصريح لمدير المدرسة العليا للتكنلوجيا بفاس، اعتبر أن التكوين بهذا المسلك الجديد الذي اعتمدته المدرسة ينقسم إلى مرحلتين تتمثل الأولى في التكوين النظري داخل المؤسسة الجامعية بينما تتشكل المرحلة الثانية من دورات تكوينية داخل الوحدات الصناعية المتخصصة، مشيرا إلى أن الطلبة يخضعون لتكوين نظري يستهدف تلقينهم المعارف والمهارات الأكاديمية والتقنية من خلال وحدات دراسية تتمحور حول مراقبة الجودة وتقنيات تحويل الجلد وغيرها يقدمها خبراء ومتخصصون قبل أن يستفيدوا من فترات للتدريب بالوحدات الصناعية لممارسة الحرفة والاستفادة من التقنيات المعتمدة. مضيفا أن الازدواجية في التكوين ما بين النظري والتطبيقي تساعد الطلبة على تملك الخبرة والمعرفة الضروريتين في هذا التخصص، مع تأهيلهم للمشاركة في التدبير وتحسين شروط العمل داخل الوحدة الصناعية. وأشار إلى أن طلبة الفوج الأول لهذا المسلك استفادوا من حضور دورتين تكوينيتين إلى جانب المعلمين والصناع التقليديين في الدباغة والصناعات الجلدية نظمتها الفيدرالية المغربية للصناعات الجلدية اطلعوا خلالها على الخبرة الإسبانية في هذا المجال من خلال خبراء مجموعة (كارلس) وجمعية الدباغين بمنطقة (إيغوالادا). وأكد أن الدورة التكوينية الأولى، التي احتضنتها المدرسة العليا للتكنلوجيا خلال شهر فبراير الماضي، تمحورت حول تقديم التجربة والخبرة التي راكمها اتحاد الدباغين ببلدية إيغوالادا في مجال معالجة وتدبير نفايات الصناعات الجلدية، مضيفا أن سبعة طلبة في شعبة الإجازة في الدباغة والصناعات الجلدية استفادوا من دورة تكوينية ثانية نظمت خلال شهر يوليوز الماضي بمدرسة المهندسين بإيغوالادا التابعة لجامعة برشلونة التي تجمعها بجامعة سيدي محمد بن عبد الله اتفاقية شراكة وتعاون. وحسب مدير المدرسة العليا للتكنلوجيا بفاس فإن تجربة اتحاد الدباغين بإيغوالادا في معالجة وتدبير نفايات الصناعات الجلدية وتحويلها مكنت طلبة المدرسة من التعرف على آخر المستجدات العلمية والتقنية في هذا المجال. وأكد أن مثل هذه الدورات التكوينية التي يشارك فيها طلبة هذا المسلك تساهم بشكل كبير في التعريف بمستواهم العلمي والأكاديمي لدى المهنيين وأرباب الوحدات الصناعية المتخصصة في الدباغة والصناعات الجلدية مما يسهل اندماجهم في سوق الشغل بسهولة.